الاعتراف الأوروبي بفلسطين يُشعل نقاش حلّ الدولتين وسط استمرار الحرب في غزة

حسين العياشي

مع افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، صباح الإثنين، أعلنت فرنسا وعدد من الدول الأوروبية عن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، في خطوة رمزية تُعيد إلى الواجهة جدلية حلّ الدولتين، بينما تستمر الحرب في غزة بإثقال المشهد الدولي.

ومن المقرر أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الاعتراف، برفقة شركاء أوروبيين، خلال قمة مشتركة مع المملكة العربية السعودية، تُعنى بمستقبل حل الدولتين. وقد دافع ماكرون عن هذه المبادرة لعدة أشهر، حتى حظيت بتأييد واسع في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويُذكر أن دولاً أخرى سبقتها في الاعتراف بفلسطين، بينها المملكة المتحدة، كندا، أستراليا والبرتغال، ليصل عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي اعترفت بالدولة الفلسطينية إلى 145 دولة، فيما يُتوقع أن تنضم أندورا، بلجيكا، لوكسمبورغ، مالطا وسان مارينو إلى هذه القائمة قريبًا.

في رام الله، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه الخطوة بأنها “خطوة ضرورية نحو سلام عادل ودائم”، بينما تواصل إسرائيل موقفها المتشدد. فقد جدد بنيامين نتنياهو التأكيد على أنه “لن يكون هناك دولة فلسطينية أبداً”، مهددًا بتسريع وتيرة الاستيطان، فيما دعا بعض وزراء حكومته إلى ضمّ الضفة الغربية.

وحذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قائلاً: “يجب ألا نخضع لخوف الانتقام، فالأحداث ستتواصل مهما حدث”.

في المقابل، رفضت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، هذه الموجة من الاعترافات، واصفة إياها بأنها “للتظاهر فقط”، مؤكدة على أهمية “دبلوماسية جدية”. ومن المتوقع أن يتحدث كل من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في الجمعية، ما قد يزيد من توتر الأجواء.

ويحذر المحللون من أن هذه الاعترافات، رغم أهميتها السياسية، قد تبقى رمزية إذا لم تترافق مع إجراءات ملموسة على الأرض. ويقول ماكس رودينبيك من مجموعة الأزمات الدولية: “الواقع المرير هو التآكل التدريجي لحياة الفلسطينيين على أرضهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى