حكومة أخنوش ضد إرادة جلالة الملك!

إعلام تيفي – اشرف بلمودن

قال جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد بعبارة قاطعة: “لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين”، وهي جملة تختزل رؤية ملك يريد مغربا واحدا موحدا، بعدالة مجالية واجتماعية، حيث الصحة والتعليم والخدمات ليست امتيازا للمحظوظين، بل حقا لكل المواطنين.

غير أن ما نراه على الأرض من سياسات حكومة عزيز أخنوش يُعيدنا إلى مغرب بسرعتين: مغرب طريق زعير وما جاوره وملاعب المونديال؛ ومغرب القرى العطشى والمستشفيات المتهالكة.

إن شباب جيل Z، الذين خرجوا في شوارع الرباط والدار البيضاء وطنجة وعدد من مدن المملكة، لم يأتوا بجديد خارج الخطب والتوجيهات الملكية السامية. بالعكس، هم فقط رددوا بصوت عال ما يقوله جلالة الملك منذ سنوات: إصلاح المدرسة العمومية، تأهيل المستشفى العمومي، توزيع عادل للثروة. لكن بينما جلالة الملك يضع خريطة طريق واضحة، اختارت الحكومة أن تواجه المطالب الشعبية بالقمع والتوقيفات، وأن ترد على شعارات “الكرامة والعدالة الاجتماعية” بالهراوات.

لقد أكد جلالة الملك أن التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحسين حياة المواطنين. ومع ذلك، تواصل حكومة عزيز أخنوش توزيع الأرقام كما لو كانت قصاصات إشهارية، في وقت تتعمق فيه الفوارق ويزداد الاحتقان.

أي عبث هذا؟

ملك البلاد ينبه إلى خطورة الاستمرار في السياسات التقليدية، بينما رئيس الحكومة يسير بعكس التيار، وكأنه يُدير هولدينغ خاص وليس الشأن العام بصفته رئيساً للادارة العمومية.

المفارقة أن الشباب الذين هتفوا في الشوارع استندوا إلى كلمات جلالة الملك. هم قالوا: الصحة أولاً، التعليم أولاً، العدالة أولاً. من يُعاند هذا المطلب، من يقف في وجه التوجيهات والخطب الملكية السامية، ليس إلا حكومة عزيز أخنوش، التي وضعت نفسها في موقع غريب: حكومة وكأنها ضد إرادة جلالة الملك، وضد الشعب معاً.

فهل يعقل أن نترك المغرب يسير بسرعتين، في حين أن جلالة الملك قالها بوضوح: لا مكان لهذا السيناريو في مغرب اليوم والغد؟

إن أخطر ما ترتكبه حكومة عزيز أخنوش اليوم ليس فقط فشلها في تنزيل التوجيهات الملكية السامية، ولا عجزها عن الاستجابة لمطالب المواطنين، بل تجرؤها على صناعة مغرب بسرعتين: مغرب للأغنياء المحظوظين، ومغرب للأغلبية المقهورة.

لقد أضحت هذه الحكومة خطراً على الثقة الوطنية، وعلى السلم الاجتماعي. فإما أن تستفيق قبل أن يُطاحَ بها، أو سيكتب التاريخ أن هذه الحكومة لم تسقط بسبب المعارضة، بل بسبب عماها السياسي وتغوّل أنانيتها، حين وضعت مصالح اللوبيات فوق كرامة المغاربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى