انفتاح إفريقي ونتائج مالية قوية.. “مرسى المغرب” ترسم ملامح استراتيجيتها الجديدة

حسين العياشي
أعلنت شركة “مرسى ماروك” عن إطلاق خطة استثمارية بقيمة 4 مليارات درهم تمتد بين سنتي 2025 و2030، بهدف جعل مينائي الدار البيضاء والجرف الأصفر قطبين بحريين من جيل جديد، قادرين على استيعاب النمو المتسارع في حركة التجارة الدولية وتعزيز تنافسية المملكة على المستوى الإقليمي والدولي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواصل فيه الشركة، التي تعد ثالث أكبر رسملة في بورصة الدار البيضاء بقيمة تفوق 70 مليار درهم، ترسيخ موقعها كأحد أبرز عناوين النمو المدعومة بأسس مالية قوية. كما يندرج هذا المخطط ضمن استعدادات المغرب لإطلاق مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط سنة 2027، الذي سيشكل بدوره رافعة استراتيجية للنمو.
من أصل الغلاف الاستثماري المخصص، ستوجه 3,2 مليارات درهم لتعزيز نشاط الحاويات بميناء الدار البيضاء، من خلال توسيع الأرصفة، إعادة تهيئة فضاءات التخزين، وتحويل الرصيف الشرقي إلى نظام العمل بالرافعات الجسرية (RTG). الهدف هو تحسين انسيابية العمليات، رفع وتيرة الشحن والتفريغ، وتقليص مدة المعالجة.
كما سيتم تخصيص 850 مليون درهم لمشاريع تخص نشاط السلع السائبة بكل من الدار البيضاء والجرف الأصفر، تشمل توسيع وتعميق الأرصفة وتحديث مناطق التخزين. وحسب إدارة الشركة، فإن هذه الاستثمارات ستساهم في تقليص فترات الانتظار في عرض البحر، والحد من مدة الرسو بالأرصفة، بما يضمن خدمة أكثر تنافسية للفاعلين البحريين واللوجستيين.
من المرتقب أن ترفع هذه المشاريع الطاقة الاستيعابية بشكل ملحوظ. ففي ميناء الدار البيضاء، ستنتقل القدرة الاستيعابية للمحطات متعددة الأغراض من 7,5 ملايين طن إلى 10 ملايين طن سنوياً، فيما سيرتفع نشاط الحاويات من 1,3 مليون EVP إلى 2,2 مليون EVP، أي بزيادة قدرها 900 ألف وحدة. أما في ميناء الجرف الأصفر، فسترتفع القدرة من 3 ملايين طن إلى 4,5 ملايين طن.
وحُددت آجال دقيقة لتنفيذ هذه المشاريع، إذ يرتقب استكمال تعميق 530 متراً من الأرصفة بالدار البيضاء بحلول الفصل الثاني من سنة 2028، بينما ستدخل توسعة الرصيف 3 حيز الخدمة سنة 2027، مع إضافة 80 متراً جديداً و300 ألف EVP إضافية. أما تحويل الرصيف الشرقي، فسيمتد إلى غاية 2030، في إطار نهج تصاعدي يوازن بين التوسع وضمان استمرارية العمليات الحالية دون انقطاع.
بالتوازي مع مخططها الوطني، خطت مرسى ماروك خطوة استراتيجية على الساحة الإفريقية عبر أول استثمار لها في بنين، حيث تعكف على تطوير ميناء مرشح لأن يصبح من بين الأكثر تنافسية في غرب إفريقيا. هذه التجربة، التي حظيت بترحيب المستثمرين، تبرز قدرة الشركة على تصدير خبرتها في التدبير المينائي، مع استمرارها في استكشاف فرص جديدة بالقارة، باعتبارها مجالاً طبيعياً للتوسع والنمو.
وعلى الصعيد المالي، واصلت الشركة أداءها القوي، حيث سجلت خلال النصف الأول من سنة 2025 ارتفاعاً في رقم معاملاتها بنسبة 14,5% ليبلغ 2,84 مليار درهم، مدعومة بقدرة عالية على توليد السيولة. وهو ما يمنحها هامشاً مريحاً لتمويل مخططاتها الاستثمارية وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في المنظومة المينائية المغربية.