العدوي: مؤسسات الرقابة المالية مطالبة بالتحول لمواكبة تحديات العصر

حسين العياشي
شددت زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، على أن مؤسسات الرقابة العليا على المالية العمومية أصبحت أمام منعطف حاسم يفرض عليها الانخراط في مسار تحول شامل، قوامه قيادة فعالة ورؤية استراتيجية واضحة.
وأوضحت العدوي، في كلمة ألقتها الاثنين بالدار البيضاء خلال افتتاح ورشات رفيعة المستوى حول “القيادة في مؤسسات الرقابة العليا”، أن السياق الدولي الراهن يضع هذه الهيئات أمام رهانات متشابكة، من بينها الضغوط المالية المتنامية، والتحول الرقمي المتسارع، والتحديات المناخية، فضلًا عن الأزمات الجيوسياسية المتلاحقة وتزايد تطلعات المواطنين. هذه العوامل مجتمعة، تقول العدوي، تفرض على مؤسسات الرقابة تجاوز أدوارها التقليدية لتصبح فاعلًا رئيسيًا في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة.
وأكدت أن نجاح هذا التحول رهين بوجود قيادة فعالة قادرة على استنهاض الطاقات الداخلية وتعبئة الكفاءات، من خلال إرساء رؤية مشتركة تتيح لكافة المتعاونين الانخراط المسؤول في مشروع التغيير. فالمطلوب اليوم – تضيف العدوي – ليس مجرد مراقبة الحسابات أو تقييم السياسات العمومية، بل المساهمة في رسم ملامح حكامة جديدة، أكثر شفافية وابتكارًا واستباقية.
وتنظم هذه الورشات بمبادرة من المجلس الأعلى للحسابات، بشراكة مع مبادرة التنمية التابعة للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة (الإنتوساي)، في إطار دينامية تبادل الخبرات وتعزيز الكفاءات القيادية داخل هذه المؤسسات عبر العالم.
بهذا، تسعى مؤسسات الرقابة العليا، وفق ما خلصت إليه العدوي، إلى ترسيخ دورها كحارس أمين للمالية العمومية، وفي الآن ذاته، كشريك استراتيجي في مواجهة تحديات الغد، خدمة للمصلحة العامة وضمانًا لثقة المواطنين.





