جدري ل”إعلام تيفي”: “الاحتجاجات الشبابية تعكس وعيهم السياسي والاجتماعي لكن العنف مرفوض”
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد محمد جدري، مدير مرصد العمل الحكومي، أن التعبيرات الاحتجاجية الشبابية الأخيرة بدأت سلمية وتلقائية وبمطالب اجتماعية محددة، إلا أنها تحولت في بعض المدن إلى انزلاقات خطيرة شملت تخريب الممتلكات العامة والخاصة ومواجهات مع قوات الأمن.
وأوضح جدري ل”إعلام تيفي” أن العنف والتخريب مرفوضان ولا يمكن قبولهما، مشدداً على أن الشباب يمكنهم التعبير عن مطالبهم دون المساس بالسلم الاجتماعي أو الممتلكات العامة.
وأشار جدري إلى أن هذه الاحتجاجات تعكس حيوية الشباب المغاربة واهتمامهم بالشأن السياسي والاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالمنظومة التعليمية والصحية، مؤكداً أن المطالب مشروعة ومعقولة، ولكن تنفيذها يحتاج إلى استجابة حكومية فعلية وليست مجرد بيانات مكتوبة.
حول البيان الأخير الصادر عن هيئة الأغلبية الحكومية، قال جدري إنه مبادرة محمودة لأنها تعكس استعداد الحكومة للاستماع للشباب، لكنها ناقصة من حيث الشكل، إذ يرى أنه كان الأفضل أن يتحدث رئيس الحكومة مباشرة عبر وسائل الإعلام لتأكيد التفاعل المباشر مع مطالب الشباب وإظهار حس المسؤولية والشفافية.
وأكد جدري أن الخطوة التالية تتطلب مبادرة حكومية فعلية من خلال دعوة ممثلين عن الشباب للاستماع لمطالبهم ومناقشة حلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
وذكر أن الحكومة تمتلك الموارد المالية الكافية للتدخل في المنظومة التعليمية والصحية، حيث يخصص أكثر من 80 مليار درهم للتعليم و32 مليار درهم للصحة، لكن انعدام التنزيل الفعلي للمشاريع على الميدان يقلص من أثر هذه الاستثمارات.
وأشار إلى أن الحكومة مطالبة اليوم بفتح حوار مباشر مع الشباب في الزمان والمكان المناسبين. وتقديم خطط واضحة لمعالجة التحديات التعليمية والصحية. وتحميل المسؤولية لمن تسبب في الانزلاقات والتجاوزات.
وأوضح جدري أن الاحتجاجات يجب أن تُنظر إليها من منظور إيجابي وبنّاء، فهي تعكس أن المجتمع المغربي حيوي ويهتم بالشأن العام والسياسة، لكنها تحتاج إلى تأطير سياسي عبر الأحزاب والنقابات بدلاً من التعبير المباشر في الشارع، مع التشديد على أن العنف والتخريب مرفوضان تماماً.
وأشار إلى أن الحوار البنّاء والتنفيذ الفعلي للوعود الحكومية هو السبيل لإعادة السلم الاجتماعي واستقرار المجتمع، وهو الضمان لاستثمار ناجح في التعليم والصحة والبنية التحتية الوطنية
