حكومة أخنوش خارج زمن “جيل زيد”

بشرى عطوشي

يبدو أن الحكومة لازالت لم تستوعب الدروس، ويبدو بأنها لازالت غارقة في بيروقراطيتها، ويبدو بأن جيل زيد، يطالب بالواقعية ويدعو للابتعاد عن لغة الخشب، والكلمات الفضفاضة، لكن جيل “زايد ناقص” كما سماهم الصحافي أشرف بلمودن في أحد فيديوهاته، لازال عازما على توسيع الشرخ، بينه وبين جيل زيد.

الحكومة اليوم في اجتماعها الأسبوعي الذي خصص للتداول في مشاريع النصوص القانونية، تأسف رئيسها لما آلت إليه الأوضاع، معلنا تجاوب الحكومة مع مختلف المطالب الشبابية، واستعدادها للحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العمومية،

ومحاربة المفسدين الذين جعلوا من منظومة الصحة والتعليم والتشغيل وباقي الحقوق مجرد رقم كبير على الورق، في الوقت الذي أصبح فيه حسابا بنكيا ومشروعا آخر، لا يخدم المواطن المغربي.

رئيس الحكومة لا يعلم بأن شباب” جيل زيد” خرج من رحم مواقع التواصل الاجتماعي، من “ديسكورد” الذي كان بالنسبة لهم ميدانا للعب، إلا انهم وجدوا فيه ضالتهم للحديث والدردشة أيضا ومناقشة ملفات لم تكن الحكومة تعلم بحجمها، إلا بعد أن ترجمها هؤلاء الشباب على أرض الواقع لاحتجاجات سلمية.

اليوم يدعو رئيس الحكومة هؤلاء الشباب للحوار لكن عبر مؤسسات وفضاءات عمومية، متجاهلا بالفعل إلى ان فضاءهم الذين يرغبون في المناقشة عبره هو مواقع التواصل الاجتماعي.

حكومة أخنوش عندما جاءت في سنة 2021 كان “جيل زيد” يبلغ من العمر 12 و 13 سنة يعني أنه كان في مرحلة النضوج، يستوعب، ويجرب ويبحث عن مكان له، إلا انه بمجرد ان وصل شبابه لسن 17 سنة وجدوا أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة ولا يمكن أن يواكبوا شيطنة العمل السياسي، وفساد الفاعلين فيه، فتولدت لهم فكرة التعبير عن ما يحلمون به وما يتمنون رؤيته في مغرب جرت به الرقمنة نحو الوعي السريع بأهمية الشفافية والنزاهة والبنيات التحتية والصحة والتعليم والتشغيل والكرامة وخصوصا الكرامة.

خلال اجتماع الحكومة اليوم، كان عزيز أخنوش يبحث بأي وسيلة كانت كيف يمكنه الخروج من هذه الورطة التي لم يحسب لها أي حساب، في وقت كان يرى فيه بأنه سيواصل بالفعل “إعادة التربية” للبعض.

جيل زيد أبان اليوم في احتجاجاته السلمية، عن نضج ووعي كبيرين، حيث احتج الشباب اليوم بالأماكن التي وضعوها خصوصا بالرباط والدارالبيضاء، بشكل حضاري وأنيق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى