أمزازي وجمعيات الآباء يضعون خطة لتعزيز وعي التلاميذ وحمايتهم من الاستغلال الاحتجاجي

حسين العياشي
استقبل سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، بمقر ولاية الجهة، طيفا من جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، بحضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمصالح الأمنية. الاجتماع، الذي جمع ممثلين عن مختلف أقاليم الجهة، وعلى رأسهم فيدرالية الجمعيات، جاء بهدف تعزيز الوعي لدى الأسر بمخاطر الانزلاق بأبنائهم نحو استغلالهم في تأجيج التظاهرات بالشارع العام.
وأكد أمزازي، في كلمته، على أن مشاركة التلاميذ والقاصرين في أعمال عنف أو تخريب تشكل جريمة يعاقب عليها القانون، مشددا على ضرورة أن تكون الأسر والجمعيات شركاء فاعلين في حماية أبنائهم وتأطيرهم. وأضاف أن المسؤولية الجماعية تتطلب من الجميع توعية التلاميذ بالعواقب القانونية والاجتماعية لهذه الانزلاقات، بما يسهم في الحد من استغلالهم كوقود للصراعات المجتمعية.
وأوضح والي جهة سوس ماسة أن هذه الخطوة تأتي في إطار استباقي ووقائي، يهدف إلى تعزيز ثقافة المواطنة لدى الشباب، وحماية الأمن العام، ومنع استغلال التلاميذ في أعمال قد تمس سلامة الأفراد والممتلكات. وقد أكدت جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ التزامها بمواصلة الجهود التربوية والتأطيرية داخل المدارس وخارجها، مع التركيز على تحصين الشباب ضد الانزلاقات الخطيرة، وتقديم الدعم النفسي والتربوي لهم.
ويأتي هذا التحرك في سياق ارتفاع معدلات استغلال القاصرين خلال الاحتجاجات الأخيرة في بعض المدن المغربية، حيث لاحظت المصالح الأمنية زيادة في حالات إشراك التلاميذ في أعمال عنف وحرق ممتلكات عامة وخاصة، وهو ما أثار الانتباه إلى أهمية الدور التربوي للأسر والجمعيات في محاصرة هذه الظاهرة.
وأكدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في تصريحات لها، أن برامج التوعية التربوية والمواطنة سيتم تعزيزها داخل المؤسسات التعليمية، مع إدماج الأنشطة التفاعلية التي تهدف إلى غرس قيم الاحترام، المسؤولية، والالتزام بالقانون، بالإضافة إلى ورشات تدريبية للأطر التربوية حول كيفية التعامل مع الحالات التي تظهر ميولا نحو الانزلاق السلوكي أو الانخراط في أعمال عنف.
وفي الختام، جدد سعيد أمزازي دعوته لجميع المتدخلين من جمعيات، أطر تربوية، وأولياء أمور، إلى الانخراط بشكل فعال في المبادرات الوقائية، مؤكدا أن حماية التلاميذ والقاصرين هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود بين جميع مكونات المجتمع، لضمان بيئة تعليمية آمنة، وسلوكيات مدنية رشيدة، تحصن الشباب من الانزلاقات الخطيرة التي قد تعرض مستقبلهم ومستقبل المجتمع للخطر.