عبقري: صوت الشباب الغاضب ليس تهديدا وينبغي التفاعل معه بمسؤولية

حسين العياشي

أكد صلاح الدين عبقري، رئيس منظمة شباب الأصالة والمعاصرة، خلال حوار متلفز مع قناة فرنسية، أن الاحتجاجات التي يشهدها المغرب يجب فهمها في سياقها الوطني الخاص، بعيدًا عن المقارنات مع احتجاجات دول أخرى. وقال إن المطالب التي يرفعها الشباب المغربي تتركز أساسًا حول الصحة والتعليم والتشغيل، على عكس مطالب شعوب دول أخرى، مشددًا على أن طبيعة الشباب المغربي والواقع الذي يعيشونه يختلف تمامًا عن باقي التجارب العالمية.

وأضاف عبقري أن الاحتجاجات في المغرب ليست ظاهرة جديدة، بل هي جزء من ممارسة ديمقراطية متأصلة ومتطورة، تعكس رغبة الشباب في ملامسة التنمية والمساهمة الفعلية في مسار التغيير. ورغم أن هذه الرغبة قد تتحول أحيانًا إلى شعور بالغضب، فإن هذا الغضب ينبغي أن يُستمع إليه ويُجاب عليه بوسائل ملموسة. وأوضح أن سوء التعامل مع الشباب الحالي يعود إلى تراكمات من الماضي، مؤكداً أن صوت الشباب مشروع ولا ينبغي اعتباره تهديدًا، في حين أن العنف والتدمير مرفوضان ويجب إدانتهم، وهو موقف تشاركه حتى أجيال الشباب من جيل “Z”.

من منطلق موقعه، أوضح العبقري أنه لا يتحدث بصفته حزبًا أو حكومة، بل كرئيس لمنظمة شبابية قامت بعدة مبادرات وساطة للاستماع للشباب، ونقل مطالبهم إلى القيادات الحزبية لضمان أخذها بعين الاعتبار في السياسات العمومية. وأكد أن الشباب المغربي فئة واحدة متماسكة، يتشاركون نفس التحديات والآمال، والاختلاف يكمن فقط في طريقة التعبير عن مطالبهم؛ فالبعض يختار الترافع داخل المؤسسات، وآخرون في الشارع، وكلاهما حق مشروع في أي ديمقراطية.

كما أشار عبقري إلى أن قطاعي الصحة والتعليم رغم الجهود المبذولة، ما زالا غير كافيين، وهو ما يفسر خروج الشباب إلى الشارع للمطالبة بتحسين جودة هذه الخدمات الأساسية. أما الحديث عن مطالبة الشباب بإسقاط الحكومة، فقال إن ذلك أمر طبيعي في جميع التجارب العالمية، وأن المشهد المغربي على بعد أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية، التي ستتيح للمواطنين تحديد إرادتهم الشعبية بشكل مؤسساتي، إما بتزكية الحكومة الحالية أو رفضها.

وفي موضوع آخر أثار جدلاً، أشار العبقري إلى أن مقارنة تشييد الملاعب الرياضية بمستشفيات المناطق المختلفة غير عادلة. وأوضح أن الاستثمار في المحافل الرياضية ليس مجرد استعراض، بل مشروع اقتصادي مستقبلي يعود بالنفع على البلاد، غير أن عائداته لن تظهر إلا بعد سنة 2030. وبناء عليه، شدد على أن الحكومة مطالبة بالتعامل مع التحديات الراهنة دون انتظار نتائج استثمارات بعيدة المدى.

واختتم عبقري تصريحه بتأكيد أهمية الاستماع للشباب، والعمل على تلبية مطالبهم بشكل سلمي وفعال، لضمان استمرار المشاركة الديمقراطية الفعلية وتعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات، مع الالتزام بعدم الانحراف نحو العنف أو التدمير، مؤكدًا أن الهدف الأسمى لجميع الفئات الشبابية هو تحقيق التنمية الحقيقية والعدالة الاجتماعية في المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى