Dead End رسوم متحركة تروج للمثلية تحت غطاء الترفيه الطفولي

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في زمن لم تعد فيه شاشات التلفاز مجرد وسيلة للترفيه، بل فضاء لتشكيل الوعي والقيم، يجد الآباء أنفسهم أمام تحد جديد كل يوم وهم يختارون عملا آمنا لأطفالهم، فبينما يبحث البعض عن فيلم خيالي مشوق على منصة نتفليكس، قد يقعون على أعمال تقدم على أنها موجهة للأطفال، لكنها تخفي في طياتها رسائل أيديولوجية تتجاوز حدود الخيال البريء، كما هو الحال في مسلسل الرسوم المتحركة الطريق المسدود (Dead End: Paranormal Park).
يبدأ المسلسل كما يبدو على السطح بحكاية مغامرة شيقة في متنزه مليء بالأشباح والمخلوقات الغريبة، غير أن المشاهد سرعان ما يفاجأ بانزياح القصة نحو مواضيع المثلية والتحول الجنسي، في سياق موجه للأطفال دون تحذير مسبق، إذ تعرض مشاهد وحوارات صريحة بين شخصيات من الجنس نفسه، بل وتظهر فتاة محجبة في علاقة عاطفية مع أخرى، في طرح لا يخلو من استفزاز للأسر العربية التي تعتبر مثل هذه المضامين تجاوزا للقيم التربوية والدينية.
انضم إيلون ماسك إلى الدعوة للمشتركين لوقف اشتراكاتهم في Netflix بعد مقطع من المسلسل الكرتوني الذي تم إلغاؤه بالفعل بعد انتشار المقطع على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي اليمينية، يظهر المقطع الشخصية الرئيسية بارني وهو يعلن أنه متحول جنسيا.
ووصلت ردود الفعل الغاضبة تجاه الهوية الجنسية للشخصية عبر حسابات مثل “Libs of TikTok” و”MAGA Voice” و”Gays Against Groomers” إلى قطب MAGA، ماسك، الذي نشر منشورا ينتقد فيه نتفليكس تشجيعها الأطفال على التحول الجنسي.
المسلسل الذي أنتجته شركة Blink Industries لصالح نتفليكس عام 2022، يستند إلى رواية الكاتب البريطاني هاميش ستيل (Hamish Steele)، الذي صرّح في أكثر من مناسبة بأنه مثليّ الجنس، وأنه يستلهم تجربته الشخصية في بناء شخصيات أعماله. فبطل المسلسل “بارني” مراهق متحول جنسيًا ومثلي، هرب من أسرته بعد رفضها له، لتصبح قضيته محور السرد، إلى جانب شخصية “نورما” التي تعاني القلق الاجتماعي ورفيقهما الكلب “باغسلي” الذي ينطق بعد حادثة غامضة.
ما يثير الانتباه هو أن القصة لا تكتفي بإبراز قيم الصداقة أو البحث عن الذات، بل تدمج المثلية والتحول الجنسي كجزء بنيوي في الحكاية، وليس كإشارة هامشية، هذا الدمج المقصود يجعل العمل بعيدا عن التصنيف العائلي الذي تضعه المنصة، ويطرح سؤالا حول حدود الحرية الإبداعية ومسؤولية المنصات الرقمية في توضيح طبيعة المحتوى الموجّه للأطفال.
ولا يخفى أن توجه شركة الإنتاج Blink Industries يعكس رؤية فنية ذات طابع أيديولوجي، إذ سبق لها إنتاج أعمال أخرى ذات حضور قوي لمواضيع المثلية، منها سلسلة “Don’t Hug Me I’m Scared” و”Love, Death + Robots”. كما تروج الشركة لما تسميه “دعم المبدعين المتنوعين”، في إشارة إلى صانعي محتوى من مجتمع الميم، ما يجعل هذا الخط التحريري جزءًا من هويتها المؤسسية.