صبري ل”اعلام تيفي” : “السعودية تسعى لحفظ ماء وجه الجزائر والمغرب يكرس سيادته على صحرائه”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

يرى صبري عبد النبي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن التحرك السعودي الأخير لا يمكن قراءته بمعزل عن التطورات المتسارعة في ملف الصحراء المغربية، إذ تدرك الرياض أن هذا النزاع المفتعل بلغ مراحله النهائية، خاصة بعد التحركات داخل الكونغرس الأمريكي الرامية إلى إدراج جبهة البوليساريو ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية.

عبد النبي صبري من خلال تصريح خص به “إعلام تيفي”،  يرجح أن تكون المملكة العربية السعودية تسعى من خلال خطواتها الأخيرة إلى حفظ ماء وجه الجزائر، التي تلقت سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، مقابل تكريس الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه، في ظل دعم متنامٍ من قوى كبرى لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل واقعي ونهائي.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن السعودية، بحكم موقعها ومكانتها الإقليمية، تدرك أن الخلاف بين الرباط والجزائر لم يكن يوما قدرا محتوما، بل نتيجة تراكمات سياسية وتاريخية يمكن تجاوزها بالحكمة والتعقل.

غير أن المفتاح الحقيقي لحل الأزمة ،يضيف الأستاذ الجامعي، يوجد في الجزائر، وليس في أي وساطة خارجية، لأن المغرب عبر مرارا، وعلى أعلى المستويات، عن رغبته في بناء علاقة جديدة قائمة على حسن الجوار واحترام السيادة، ضمن سياسة اليد الممدودة التي لم تتوقف يوما.

وشدد عبد النبي على أن الجزائر ما تزال الدولة الوحيدة في العالم التي تنظر إلى قضية الصحراء المغربية بوصفها قضية تصفية استعمار، وهو طرح تجاوزه الواقع والقانون الدولي منذ عقود.

فالمغرب، يوضح المتحدث، ساهم في ترسيخ هذا المبدأ داخل الأمم المتحدة لدعم استقلال الشعوب المستعمرة، أما في حالة الصحراء، فالوضع مختلف تماما، لأن الأمر يتعلق بتراب مغربي تاريخي استعادته المملكة بعد رحيل الاستعمار الإسباني، بينما تبقى تصفية الاستعمار الحقيقية مطلوبة في مناطق مثل تندوف والصحراء الشرقية التي اقتطعها الاستعمار الفرنسي من المغرب وألحقها بالجزائر.

وأشار المتحدث إلى أن أي تقارب مغربي جزائري مشروط أولا باعتراف الجزائر بخطئها في احتضان جماعة انفصالية فوق أراضيها، وبالموافقة على إحصاء سكان مخيمات تندوف الذين يستغلون في صراع لا يخدم سوى حسابات النظام الجزائري.

ويأتي هذا النقاش عقب اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بالأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي، الذي نقل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في وقت استقبل فيه الرئيس الجزائري سفير المملكة العربية السعودية في بلاده، ما أثار تكهنات واسعة حول احتمال وجود مبادرة سعودية لإعادة الدفء إلى العلاقات بين الرباط والجزائر بعد سنوات من الجفاء الدبلوماسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى