فوز صعب وأداء متواضع.. الركراكي تحت الضغط بعد مباراة البحرين

حسين العياشي
لم تمر المباراة الودية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره البحريني، مساء الخميس، على أرضية مركب مولاي عبد الله بالرباط مرور الكرام، إذ فجّرت موجة واسعة من الانتقادات طالت المدرب وليد الركراكي بسبب الأداء الباهت الذي قدّمه “أسود الأطلس”، رغم الفوز الصعب بهدف دون رد سجّله المدافع جواد الياميق.
ورغم السيطرة المطلقة للمنتخب الوطني، إذ بلغت نسبة استحواذه على الكرة 81% مقابل 19% للمنتخب البحريني، وسجّل 29 تسديدة مقابل تسديدتين فقط للخصم، إلا أن المردود العام للفريق لم يرقَ لتطلعات الجماهير والنقاد، الذين اعتبروا أن الأداء لا يليق بقيمة العناصر التي يضمها المنتخب ولا بمكانته قارياً وعالمياً.
وتشير ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استياء واسع من عدم القدرة على ترجمة الاستحواذ الكبير إلى فرص حقيقية، معتبرين أن المنتخب الوطني يضم ترسانة من النجوم لكنها فقدت البوصلة أمام فريق يمتلك لاعبين ينشط معظمهم في أندية مغمورة. وأوضح المنتقدون أن المشكلة تكمن في غياب الأفكار الهجومية والتنشيط الأمثل للهجمات، رغم خوض المباراة على أرضه وأمام جماهيره.
وذكّر الكثيرون بتجارب الركراكي السابقة مع منتخبات مثل ليسوتو والنيجر وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية، حيث واجه صعوبات مماثلة أمام الفرق التي تعتمد الدفاع المتكتل، ما يطرح التساؤل حول مدى قدرته على إيجاد الحلول التكتيكية المناسبة. وقد ظهر هذا التحدي جلياً خلال المباراة أمام البحرين، إذ لم تظهر الحلول إلا في الدقائق الأخيرة بعد دخول شمس الدين الطالبي وإلياس أخوماش، اللذين أضفيا حركية هجومية افتقدها الفريق طيلة 80 دقيقة.
وتواصل الانتقادات للركراكي بشأن طريقة توظيفه لبعض اللاعبين، خاصة إصراره على إشراك إيغامان في مركز الجناح، ما اعتبره البعض قتلًا لموهبة اللاعب، مقابل تمسكه بيوسف النصيري الذي لم يقدم الإضافة المرجوة. في المقابل، برز المدافع جواد الياميق بشكل لافت بتسجيله الهدف الوحيد، بينما بقي بلعمري بعيدًا عن مستواه المعروف.
كما لفتت الأنظار إلى غياب أوناحي وأمرابط عن خط الوسط، الأمر الذي كشف هشاشة التنظيم وضعف الإبداع في بناء الهجمات، وغابت الاختراقات في العمق، ما انعكس سلباً على الفاعلية الهجومية رغم كثرة العرضيات.
في المقابل، أصرّت فئة من الجماهير على الدفاع عن الركراكي، معتبرين أن الانتقادات المبالغ فيها لا تنصف ما قدمه المدرب خلال مسيرته مع “الأسود”، لا سيما بعد تحقيقه 15 انتصاراً متتالياً أمام منتخبات مختلفة. ورأى هؤلاء أن كرة القدم الحديثة لم تعد سهلة كما في السابق، فكل المنتخبات، مهما كان مستواها، باتت قادرة على إغلاق المساحات واللعب بصلابة دفاعية، وأن المنتخب البحريني قدم مباراة قتالية دفاعية متقنة، وأن الأهم في اللقاء الودي هو تحقيق الفوز، لا النتيجة العريضة.
وعلّق المدافعون عن الركراكي بأن المغرب أصبح منافساً يُحسب له ألف حساب على المستوى العالمي، ما يجعل الخصوم يلجؤون إلى التكتل الدفاعي والخشونة، وهو ما يصعّب مهمة التسجيل ويجعل مثل هذه المباريات فرصة لتجريب الحلول التكتيكية الممكنة قبل خوض غمار كأس إفريقيا المقبلة، حيث ستواجه “الأسود” منتخبات تعتمد أسلوب الدفاع المتكتل ذاته.
ويستعد المنتخب الوطني لمواجهة نظيره الكونغولي يوم 14 أكتوبر الجاري على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن تصفيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، في اختبار جديد لإمكانيات الفريق وقدرة الركراكي على معالجة نقاط الضعف التي ظهرت أمام البحرين.