خطاب تبون يكشف ارتباك الموقف الجزائري تجاه المغرب: اعتراف ضمني ومسافة من المصالحة

ل.شفيق-اعلام تيفي

الرئيس الجزائري يلمّح إلى أسباب سياسية وراء إغلاق الحدود ويستعيد خطاباً متجاوزاً في قضية الصحراء المغربية

في خطاب جديد، أقرّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتلقيه “التماسات من أشقاء” لفتح الحدود مع المملكة المغربية، نافياً أن يكون الإغلاق مرتبطاً بقضية الصحراء، في اعتراف ضمني بأن القرار سياسي بالأساس.

تبون قال إن الحدود “مغلقة منذ أكثر من 45 سنة”، مضيفاً أن فتحها يجب أن يتم “بمعقولية”، وهي تصريحات رأى فيها مراقبون تردداً واضحاً في الموقف الجزائري وغياب استعداد حقيقي لفتح صفحة جديدة مع المغرب، رغم المبادرات الملكية المتكررة الداعية للمصالحة.

وفي ملف الصحراء المغربية، عاد تبون إلى خطاب أيديولوجي قديم حين قال: “نحن لسنا صحراويين أكثر من الصحراويين”، في تناقض مع التحول الدولي الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي.

الباحث في العلاقات الدولية عبد العالي سرحان صرح أن الخطاب الأخير “يعكس حالة الارتباك التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية”، مشيراً إلى أن تبون “خاطب الداخل أكثر من الخارج، في محاولة لتبرير الموقف المتصلب تجاه الرباط”.

وأضاف سرحان أن “اعتراف تبون بتلقي التماسات لفتح الحدود يُظهر أن الضغط لم يعد فقط من الغرب، بل من داخل الفضاءين العربي والإفريقي اللذين يرون في غلق الحدود موقفاً غير منطقي”.
وأشار إلى أن الحديث عن فتح الحدود “بمعقولية” يعكس نزعة وصاية أكثر من كونه توجهاً تعاونياً، بينما يواصل المغرب تعزيز مكانته الإقليمية بثبات ودبلوماسية متزنة.

وختم الخبير تصريحه بالتأكيد على أن “الجزائر ما تزال حبيسة خطاب متشنج يسعى لخلق عدو خارجي، في وقت تواصل فيه المملكة المغربية بناء حضورها القاري بثقة ومسؤولية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى