التصفية تضع شركة زراعية ضخمة بالداخلة في قبضة وزير سابق

حسين العياشي

تعيش مدينة الداخلة، التي تعد إحدى أبرز وجهات الصيد البحري في المغرب، أحداثًا غير متوقعة على وقع تصفية واحدة من أهم الشركات الزراعية بالمنطقة: “سوبروفيل”، التي كانت تعد من أبرز المشاريع الفلاحية في المنطقة الجنوبية. هذه الشركة التي كانت تعتبر حجر الزاوية في تعزيز القطاع الزراعي، تواجه الآن مرحلة جديدة من التحول بعد إعلان تصفيتها.

تأسست “سوبروفيل” على يد مستثمرين مغاربة، وكانت بمثابة نموذج للإنتاج الفلاحي الذي كان يعكس طموحات الحكومة المغربية في تطوير القطاع الزراعي. أما اليوم، فقد أصبح مصيرها مجهولًا بعدما قرر القضاء المغربي وضعها تحت إجراءات التصفية. ومع الإعلان عن تصفية الشركة، أصبح الحديث عن مستثمر جديد يتصدر المشهد، بعد أن ظهرت أخبار تشير إلى استحواذ شخصية بارزة على الشركة.

ما يثير الاهتمام في هذا التحول هو هوية المستثمر الجديد، الذي لم يكن سوى أحد الوزراء السابقين في الحكومة المغربية. هذا الاستحواذ من قبل شخصية سياسية بارزة أثار تساؤلات عدة، خصوصًا مع التحولات التي يشهدها القطاع الفلاحي في البلاد. فهل سيكون هذا الاستحواذ بداية لمرحلة جديدة من الاستثمارات التي قد تعيد إحياء الشركة، أم سيكون مجرد خطوة أخرى في سلسلة من التحديات التي تواجهها مشاريع مماثلة في المنطقة؟

تعتبر “سوبروفيل” واحدة من الشركات التي كانت تمثل الأمل في تأكيد قدرة المغرب على توسيع نطاق استثماراته الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الفلاحية. حيث كانت الشركة تعتمد على أساليب حديثة في الزراعة، مما جعلها واحدة من النماذج المميزة في تطوير هذا القطاع، وخاصة في مجال الري والزراعة المستدامة.

لكن التصفية جاءت في وقت عصيب، بعد سنوات من التحديات الاقتصادية التي أثرت على كثير من المشاريع الفلاحية. فالتغيرات المناخية، بالإضافة إلى تقلبات السوق، قد أسهمت في جعل الاستمرار في هذا القطاع أمرًا صعبًا لبعض الشركات التي كانت تعتمد على الاستثمارات الكبيرة.

المفارقة أن الوزير السابق الذي استحوذ على الشركة يعد من الشخصيات التي ساهمت في دعم القطاع الفلاحي خلال فترة توليه مسؤولياته الحكومية. إلا أن هذا الاستحواذ قد يكون بداية لفصل جديد يحمل في طياته مزيدًا من التساؤلات حول كيفية إدارة هذه الاستثمارات في المستقبل، وما إذا كانت ستنجح في إعادة استنهاض الأمل للمزارعين المحليين في الداخلة.

يبقى المستقبل غامضًا بالنسبة لـ “سوبروفيل”، لكن من المؤكد أن مرحلة التصفية قد تحمل في طياتها فرصة لإعادة تقييم القطاع الزراعي في المنطقة. وفي ظل دخول شخصيات مؤثرة على خط الاستثمار، قد تكون هذه الخطوة هي بداية لسلسلة من التحولات التي ستعيد للمنطقة الفلاحية مكانتها، أو ربما تدفعها إلى مسار آخر من التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى