بائعو السمك وسوق الذاكرة.. احتجاج بصوت المدينة القديمة

 

وجدة: زوجال قاسم

نظم بائعو السمك بسوق باب سيدي عبد الوهاب التاريخي، وقفة احتجاجية أمام مقر جماعة وجدة، للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بسياسة التهميش والإقصاء التي تطال هذا الفضاء التجاري العريق، أحد أقدم رموز الذاكرة الشعبية بالمدينة.

ورفع المحتجون خلال الوقفة شعارات تعكس غضبهم من “الوعود المتكررة دون تنفيذ”، معتبرين أن الوضعية الحالية للسوق باتت نتيجة مباشرة لـ”تسويف المجالس المتعاقبة”، كما رفعوا شارة “الزيرو” في وجه رئيس جماعة وجدة، في تعبير رمزي عن نفاد صبرهم.

وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية التي حظيت بدعم من هيئات حقوقية ونقابية وسياسية، ردًّا على تصريح باشا المدينة خلال أشغال دورة أكتوبر الحالية، الذي اعتبر أن فضاء بيع السمك داخل السوق أصبح “غير ملائم”، وهو تصريح أثار استياء الباعة الذين رأوا فيه “تمهيدًا لقرار ترحيلهم نحو مواقع هامشية”.

وفي تصريح للصحافة من أحد الباعة، أكد أن “بائعي السمك راشدون بما يكفي لمعرفة مصلحتهم والدفاع عنها”، منتقدًا ما اعتبره “محاولة لفرض قرارات وصاية على حساب أرزاقهم واستقرارهم المهني”.

من جانبه، أبرز علاي محمد، عضو الاتحاد المغربي للشغل بوجدة، أن الوقفة تتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر، مشيرًا إلى أن “التهميش الذي يعانيه بائعو السمك هو شكل من أشكال الفقر المفروض بالقوة”.

كما دعا النقابي إلى فتح تحقيق بشأن ما يتم تداوله حول “استفادة بعض المستشارين الجماعيين من محلات داخل السوق بطرق غير قانونية”، معتبراً أن ذلك “يمس بمبدأ الشفافية في تدبير الشأن المحلي”.

واختتمت الوقفة برسائل مباشرة وجهها الباعة إلى السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، مؤكدين أن “زمن الصمت انتهى”، وأنهم عازمون على مواصلة نضالهم من أجل حماية مصدر رزقهم وصون هوية سوق باب سيدي عبد الوهاب باعتباره جزءًا من الذاكرة التاريخية لمدينة وجدة وفضاءً نابضًا بروحها الشعبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى