النزاع المفتعل على شفى الاندثار: واشنطن تقود مفاوضات لحسم ملف الصحراء المغربية

حسين العياشي
تدخل قضية الصحراء المغربية مرحلة جديدة ومحورية، إذ يشهد النزاع تحولات غير مسبوقة تنعكس على العلاقات بين الرباط والجزائر. ففي خطوة بارزة، تم تسريب مسودة مشروع قرار مجلس الأمن الدولي حول بعثة “مينورسو”، الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها القوة المؤثرة في هذا الملف. وكشفت المعطيات الأخيرة أن واشنطن قد شرعت في سلسلة من الاتصالات المكثفة، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مغربي جزائري، وهو ما يشير إلى تحرك دبلوماسي غير مسبوق قد يسهم في حل نزاع طال أمده.
في إطار هذه الجهود، جاء تصريح ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ليكشف عن تطورات مثيرة. خلال مشاركته في برنامج “60 دقيقة”، أكد ويتكوف أن فريقه يعمل على عقد اتفاق سلام بين المغرب والجزائر، مشيرًا إلى ثقته في إمكانية الوصول إلى هذا الاتفاق في غضون 60 يومًا. وعلى الرغم من أن ويتكوف لم يوضح التفاصيل الدقيقة لهذه الاتصالات، إلا أن هذه التصريحات تفتح بابًا واسعًا للتفاؤل حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وتسلط الضوء على الدور الأمريكي المتزايد في هذه القضية.
الأهم من ذلك، أن مسودة القرار التي قدمتها واشنطن حول بعثة “مينورسو” حملت تحولًا كبيرًا في مقاربة حل النزاع، حيث جاءت لتدعم بشكل صريح المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء. وفي هذا السياق، أكدت الفقرة الرابعة من المسودة التي يتم مناقشتها حاليًا أن “الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر ملاءمة”، وهو ما يعكس اعترافًا دوليًا متزايدًا بالموقف المغربي في هذا الملف الشائك.
كل هذه التطورات تشير إلى أن هناك تحولًا جذريًا في الديناميكيات الإقليمية والدولية حول الصحراء المغربية، مع احتمالات حقيقية لإحراز تقدم ملموس في هذا الملف، الذي ظل عالقًا لعقود من الزمن. وفي ظل هذه الجهود، يبدو أن الفرصة باتت سانحة لإعادة المياه إلى مجاريها بين المغرب والجزائر، بعد سنوات من التوتر والجمود.