لقجع يهدم وعود أخنوش حول مستشفى بني ملال وبلمودن يكشف التضارب الصادم بالأدلة

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أثار الصحافي أشرف بلمودن تفاعلا واسعا في حلقة جديدة من برنامجه، بعدما كشف ما وصفه بفضيحة من العيار الثقيل تتعلق بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة عزيز أخنوش حول مشروع المستشفى الجامعي ببني ملال.

بلمودن قدم وثيقة رسمية من مشروع قانون المالية، مؤكدا أنها متاحة للجميع، ووضعها في مواجهة مباشرة مع وعود رئيس الحكومة التي تحدث فيها عن جاهزية المستشفى سنة 2027 بطاقة 520 سريرا.

وشدد بلمودن على أن المعطيات المالية الواردة في مشروع قانون المالية تظهر أن مجموع الاعتمادات المرصودة إلى غاية 2028 لا يكفي لإنجاز نصف المشروع، الذي يتجاوز غلافه المالي 2.4 مليار درهم، مؤكدا أن الوصول إلى 45% أو 50% من الأشغال لن يتحقق قبل 2030 أو 2031. وانطلاقا من هذه الأرقام، اعتبر أن تصريح رئيس الحكومة غير ممكن لا ماليا ولا زمنياً، موضحا أن الجداول المالية تتناقض جذريا مع الوعود المعلنة.

وأضاف بلمودن أن هذا التناقض يضع رئيس الحكومة ووزير الميزانية فوزي لقجع في مواجهة مباشرة، قائلا إن أحدهما لا يقول الحقيقة.

واستبعد أن يكون لقجع هو من يقدم أرقام غير دقيقة، باعتباره المسؤول المباشر عن توزيع الاعتمادات، بينما اعتبر أن تصريحات أخنوش تدخل في سياق التسويق السياسي والانتخابي لجهة بني ملال خنيفرة.

وتوقف بلمودن أيضا عند طريقة تواصل رئيس الحكومة، معتبرا أنها تتضمن رسائل انتخابية واضحة تعتمد على وعود غير مبنية على تمويلات فعلية مشيرا إلى أن المستشفيات الجامعية التي أنجزت خلال السنوات الأخيرة في طنجة وأكادير والعيون تعود للحكومة السابقة، بينما الحكومة الحالية لم تنه أي مشروع مشابه، باستثناء مشروع الرباط الذي تقدم بفضل تدخلات سلطوية وتعليمات ملكية مباشرة.

وأكد بلمودن أن الوثيقة التي عرضها كفيلة لإحالة رئيس الحكومة على المساءلة، لما تحمله من تضارب صريح بين الأرقام المضمنة في القانون والتصريحات السياسية الموجهة للرأي العام.

ووصف ما حدث بأنه استغلال لمعاناة ساكنة بني ملال، التي تنتظر مستشفى جامعياً منذ سنوات، عبر تقديم مواعيد جاهزية لا يمكن تحقيقها واقعيا.

وأشار الصحافي بلمودن إلى إن هذا الملف لا يمكن أن يمر دون توضيح رسمي من الحكومة، لأن ما بين التصريحات والوثائق هوة كبيرة، داعيا رئيس الحكومة إلى تقديم تفسيرات للرأي العام حول مصدر التمويل الذي سيمكن من إنهاء المشروع في الموعد الذي وعد به.