أخنوش يدعو لتجديد الثقة وسط فقدان الدعم الشعبي الذي يهدد حزب الأحرار قبل الانتخابات

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في خطوة تهدف إلى استعادة الثقة الشعبية قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، دعا رئيس الحكومة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، المواطنين المغاربة إلى مواصلة دعم الفريق الحكومي.

وطالب أخنوش خلال اللقاء الجهوي مسار الإنجازات المنعقد بمديونة، من المغاربة أن يضعوا الثقة لصالح الفريق الذي ساهم في مغرب قوي وعادل نستحقه، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن شهادات المواطنين التي أستمع إليها، البعض منهم متفائل من المستقبل، والبعض الآخر تدخلاته تضر في الخاطر، موضحا أن الحزب يلتزم بالاستمرار في هذا العمل والتحلي بروح المسؤولية للوصول إلى مستوى أعلى.

وأكد أن المغاربة وضعوا مسؤولية كبيرة على الحزب من أجل بناء مغرب قوي وعادل، ومع ذلك، يبدو أن هذه الدعوات تصطدم بواقع ميداني يعكس فقدان جزء كبير من المواطنين، لا سيما الشباب، الثقة في الحزب وقدرته على تحقيق التطلعات التي يرفعها في خطاباته.

وتواجه الحكومة الحالية، وحزب الأحرار على وجه الخصوص، موجة من الانتقادات الشعبية تتعلق بتفاوت الإنجازات على مستوى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، فيما تركز بعض المشاريع الكبرى على البنية التحتية والملاعب، وهو ما يثير شعورا بالإقصاء لدى فئات واسعة، خاصة من الجيل الشاب المعروف باسم “جيل زد”، الذي قاد عدة احتجاجات خلال الأشهر الأخيرة مطالبا بالعدالة الاجتماعية وفرص عمل حقيقية وتحسين الظروف المعيشية.

ويرى هؤلاء الشباب أن الخطاب السياسي التقليدي، القائم على الدعوة إلى الصبر ووضع الثقة، لم يعد كافيا لمواكبة حجم التحديات التي تواجههم.

إلى جانب الانتقادات الشعبية، يواجه حزب التجمع الوطني للأحرار أزمات تنظيمية داخلية، تتمثل في صراعات محلية واستقالات جماعية أضعفت الوحدة الحزبية، ما يثير تساؤلات حول قدرة الحزب على مواجهة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بواجهة موحدة ومقنعة.

فبينما يروج الحزب لإنجازاته ومكاسبه على مستوى التنمية الاقتصادية، يشير العديد من المراقبين إلى أن هذه المكاسب لم تصب بالضرورة في صالح المواطن العادي، بل ركزت على مصالح محددة وأطراف بعينها، ما ساهم في تآكل قاعدة الدعم الشعبي.

وحسب المراقبين، يبرز فقدان الثقة بين الشباب كأحد أبرز تحديات الحزب، إذ يرى الكثيرون أن الأحزاب التقليدية، بما فيها الأحرار، لم تعد تمثل مصالحهم، وأن خطابها السياسي لا يعكس حاجاتهم الفعلية، خاصة فيما يتعلق بالمشاركة الحقيقية في صنع القرار، ومكافحة الفساد، وضمان فرص متكافئة في الصحة، التعليم والعمل.

هذه الأزمة التمثيلية تجعل من الدعوات المتكررة لأخنوش لتجديد الثقة أمرا صعب التطبيق على أرض الواقع، إذ أن جزءا كبيرا من المجتمع يشعر بالإحباط والإقصاء من العملية السياسية، حسب المراقبين.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى