صابر ل”إعلام تيفي”: “إلغاء زيارة سانشيز لسبتة يحمل رسائل تتجاوز المبررات البروتوكولية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
كشف محمد صابر، الباحث في العلاقات الدولية، أن إلغاء رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز زيارته المقررة إلى مدينة سبتة المحتلة لا يمكن فصله عن الحساسية العميقة التي ترافق أي خطوة سياسية متعلقة بالمدينتين، مهما بدا السبب المعلن إداريا أو بروتوكوليا.
وأوضح ل”إعلام تيفي” أن التحركات الرسمية نحو سبتة ومليلية تقرأ دائما بعدسات متعددة، بالنظر إلى خصوصية الموقع والوضع السياسيين، وإلى تاريخ طويل من التوترات الدبلوماسية المرتبطة بهذا الملف.
وأشار صابر إلى أن العلاقات المغربية الإسبانية تعيش حالياً واحدة من أفضل مراحلها، من حيث مستوى التنسيق والتقارب السياسي.
غير أنه شدد على أن دفء العلاقات لا يلغي حساسية الملفات، وأن أي زيارة لرئيس الحكومة الإسبانية إلى الثغرين المحتلين تظل حدثا استثنائيا، سواء على مستوى الدلالة أو التوقيت.
واستعاد الباحث سياق العقود الماضية، مبرزا أن رؤساء الحكومات في مدريد نادرا ما يزورون سبتة ومليلية، حيث لم تسجل إلا زيارات قليلة خلال أربعين سنة، وغالبا في ظل أحداث طارئة أو توترات كبرى؛ كما حدث خلال سنتي 2021 و2022 حين تفجرت أزمة الهجرة غير النظامية وما رافقها من ارتباك في العلاقات الثنائية.
ويرى صابر أن تأجيل زيارة سانشيز لا يمكن عزله عن المتغيرات التي عرفتها الأجندة السياسية للحكومة الإسبانية خلال الأيام الأخيرة، وهي أجندة ـ كما قال ـ تتأثر بطبيعة المرحلة وبالضغوط الداخلية والخارجية، في ظل تصاعد النقاش داخل إسبانيا حول وضعية المدينتين وإمكانية إعادة طرح ملف السيادة في المحافل الدولية.
وأضاف الباحث أن سانشيز قد يكون فضل مراجعة خطواته بدقة قبل الإقدام على زيارة تملك ثقلا رمزيا ودبلوماسيا، خاصة في ظرفية تتزامن مع الاعتراف الدولي المتنامي بسيادة المغرب على صحرائه عقب القرار الأخير لمجلس الأمن، وهو تطور لا يمكن لإسبانيا تجاوزه في حساباتها الجيوسياسية.
وأوضح أن ن ارتباط رئيس الوزراء الإسباني بالتزاماته مع الكونغرس لم يكن، في نظره، سببا كافيا وحده لتأجيل الزيارة، مؤكدا أن سانشيز كان قادرا على حضور الموعدين لو لم تكن هناك اعتبارات أعمق فرضت إعادة ترتيب الأولويات.





