بوشوا ل “إعلام تيفي “: “ضرورة مواصلة حماية العاملات الموسميات وتعزيز التوعية قبل السفر إلى أسبانيا”

فاطمة الزهراء الدرس صحافية متدربة

تُعدّ العاملات الموسميات المغربيات في الحقول الإسبانية، خصوصًا بمنطقة هويلفا، من أكثر الفئات التي تواجه تحديات قاسية على مستوى ظروف العمل والمعيشة.

وأكدت لطيفة بوشوا، عضوة المكتب الوطني لفدرالية رابطة حقوق النساء، أن الفدرالية تعمل منذ سنوات على مواكبة العاملات الفلاحيات، خاصة المنحدرات من منطقتي العرائش والغرب، ضمن برامج مشتركة تهدف إلى تقديم الدعم الاجتماعي والحقوقي لهن.

وأوضحت بوشوا ل “إعلام تيفي “أن جزءًا من العاملات الموسميات كنّ ضمن المهاجرات اللواتي اشتغلن في القطاع الفلاحي لسنوات، وواجهن أوضاعًا صعبة، خصوصًا خلال أحداث سنة 2018 التي شهدت بروز شكايات تتعلق بالعنف وسوء المعاملة، وأثارت آنذاك اهتمامًا إعلاميًا واسعًا في المغرب وإسبانيا.

وأضافت المتحدثة أن الفدرالية تدخلت في تلك الفترة لمواكبة النساء قانونيًا، والمطالبة بتدخل السلطات المغربية والإسبانية من أجل حماية العاملات وضمان حقوقهن.

وتابعت قائلة:“منذ تلك المرحلة بدأنا التركيز بشكل أكبر على توعية العاملات بحقوقهن وواجباتهن، وتشجيعهن على الاطلاع على بنود عقود العمل، التي يجب أن تكون واضحة ومترجمة. كما ننظم لقاءات تحسيسية مكثفة قبل سفر العاملات إلى إسبانيا، لضمان فهمهن للمقتضيات القانونية وكيفية الاندماج في المجتمع الإسباني”.

وأكدت بوشوا أن العمل الموسمي يشكل بديلًا مهمًا لمحاربة الهجرة السرية، ويوفر إطارًا قانونيًا أكثر أمانًا، لكنها شددت في المقابل على ضرورة استمرار الجهود التوعوية لضمان استفادة العاملات من جميع حقوقهن.

وأشارت إلى أن الوضعية تحسنت في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت العاملات المغربيات يتمتعن بحقوق مماثلة تقريبًا للعاملات الإسبانيات من حيث الأجور، التغطية الصحية، والضمان الاجتماعي. كما أن عددًا مهمًا منهن حصل على بطاقات إقامة لمدة أربع سنوات متتالية، وهو ما اعتبرته مكسبًا كبيرًا.

ورغم هذا التحسن، ما تزال عدة إشكالات مطروحة، من بينها ظروف الإقامة داخل الضيعات، صعوبة النقل، وبعد أماكن العمل عن السكن، إضافة إلى ضعف الوعي ببعض الحقوق الصحية والمهنية.

وأكدت بوشوا أن الفدرالية تتابع هذه القضايا ميدانيًا عبر التنسيق مع منظمات حقوقية وجمعيات نسائية إسبانية، حيث تُجمع شهادات حية من العاملات وترفع إلى الجهات المعنية لمعالجة الاختلالات.

وفي ختام تصريحها، شددت عضوة الفدرالية على أن العمل ما يزال مستمرًا لتعزيز آليات التوعية وتتبع أوضاع العاملات، من خلال مرصد خاص للهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا. وأكدت أن الهدف الأساسي هو توفير حماية قانونية واجتماعية مستدامة للعاملات الموسميات، وتجنب تكرار الممارسات السلبية التي شهدتها السنوات الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى