العمري يطالب وزير الفلاحة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ واحات النخيل في تافيلالت

حسين العياشي

دعا النائب البرلماني عبد الله العمري، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، إلى ضرورة تكثيف الجهود واتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة الوضعية الحرجة التي تعيشها واحات تافيلالت، في ظل التحديات البيئية المتزايدة، وخاصة تأثيرات الجفاف المستمر.

العمري، شدد على أن حماية واحات النخيل في تافيلالت لم تعد رفاهية، بل ضرورة ملحة تتطلب تدخلات عملية فورية. ففي ظل الأزمة الحادة التي يعاني منها الفلاحون، لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة للمنطقة من دون إيجاد حلول مبتكرة وفعالة لحماية هذه المنظومة البيئية التي تعد ركيزة اقتصادية واجتماعية للمنطقة.

في هذا السياق، أشار النائب إلى أن كميات ضخمة من مياه واد أغريس، التي تشهد ضياعًا كبيرًا دون الاستفادة منها، يمكن أن تُشكل مفتاحًا لحل أزمة السقي في الواحات المتضررة. ودعا العمري إلى اعتماد تدبير محكم لهذه الموارد المائية، بحيث يتم توجيه مياه هذا الواد نحو الواحات التي تواجه شحًا حادًا في المياه، بما يساهم في دعم استدامة الزراعة في المنطقة.

أحد الحلول التي اقترحها العمري كان تحويل مياه فيض واد أغريس إلى واد زيز، عبر سد مولاي أحمد بالريصاني، وهو مشروع يُمكن أن يساهم بشكل كبير في إنعاش النخيل في العديد من القصور والمناطق التي تعتمد بشكل أساسي على هذه الزراعة. ومن بين المناطق المستفيدة من هذا التحويل، ذكر العمري قصور جماعة بني امحمد سجلماسة، وجماعة مولاي علي الشريف، وجماعة السفلات، التي تواجه تحديات كبيرة في تأمين مياه السقي.

بالإضافة إلى ذلك، اقترح النائب البرلماني توجيه جزء من مياه واد أغريس إلى واد زير، بهدف دعم سقي النخيل في الواحات الأكثر تضررًا. واعتبر أن توسيع واد قرواش وحفره بشكل عاجل يُعد من الخطوات الحاسمة لضمان تزويد الواحات بالمياه الضرورية، خصوصًا في ظل الأوضاع المناخية الصعبة التي تجتاح المنطقة.

وفي ختام تعقيبه، أكد العمري أن هذه المقترحات لم تعد مجرد أفكار قابلة للنقاش، بل أصبحت إجراءات استعجالية لا غنى عنها لضمان صمود الفلاحين في تافيلالت. وأوضح أن حماية النخيل في المنطقة تتجاوز البعد الفلاحي لتصبح قضية بيئية واقتصادية واجتماعية تمسّ مستقبل المنطقة بأكملها. إن هذه الخطوات، التي دعا العمري إلى تبنيها وتنفيذها، هي السبيل الوحيد للحفاظ على استدامة هذه الواحات، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من هوية المغرب وثرواته الطبيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى