
فاطمة الزهراء ايت ناصر
في دوار صغير يدعى بويدمومة، ضمن جماعة أغنابة في عمالة بني ملال، تعيش أسرة حياة قاسية، بعيدة عن أي مقومات أساسية للعيش الكريم، في منزل طيني معزول، بلا ماء صالح للشرب، ولا كهرباء، ولا مرافق صحية، حيث يبعد الدوار عن الطريق الرئيسي أكثر من 600 متر، وعن أقرب مركز حضري، أغبالو أيت سخمان، بستة كيلومترات تقريبا.

في هذا الواقع الصعب، تتجلى مأساة شابة لا يتجاوز عمرها 24 سنة، تعاني من اضطرابات عقلية، تعرضت للاغتصاب لأول مرة سنة 2018 على يد أحد أبناء الدوار، لم يعرف ذووها بالحادث إلا بعد مرور خمسة أشهر حين بدأت تظهر علامات الحمل، فأخذوها إلى طبيب أقر بخطر الحالة، ثم توجهوا إلى الدرك الملكي.
على الرغم من الإجراءات القانونية التي اتخذتها العائلة، إلا أن ضعفهم الاجتماعي والفقر الشديد جعلهما عاجزين عن الدفاع الكامل عن حقوق الضحية، خاصة في ظل معيشة صعبة في عزلة تامة عن الخدمات الأساسية، حسب أحد أقاربها.
وأكد ل”إعلام تيفي” أنه بعد إنجابها الطفل الأول، الذي أصبح عمره الآن سبع سنوات، تبنت العائلة الصبر وقبول القدر، لكن الطفل محروم من الدراسة لأنه لا يمتلك أوراق النسب، ويعيش مع والدته المريضة وجده الذي يعاني من نفس المرض وجدته، بعيدا عن أي مرافق تعليمية أو صحية.
وحسب المصدر، لا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، فقد تعرضت الفتاة مؤخرا لإغتصاب جماعي من قبل أربعة أشخاص معروفين في الدوار الصغير الذي لا يتجاوز 20 منزلا، ما يضاعف حجم الخطر عليها، خصوصا بعد أن هددها أحد المتهمين بالقتل إن أفصحت إسمه للسلطات.
وأوضح أن تحاليل سابقة، أظهرت من خلال تحليل DNA أن الشخص المتهم في الحمل الأول بريء، لكن الفتاة تخشى الإفصاح للسلطات عن الشخص الحقيقي خوفا من تهديده، ما يعقد إمكانية الوصول إلى العدالة.
في الحمل الثاني، وأثناء متابعة التحقيقات، أفاد الدرك بأن الشخص المتهم الأول الحقيقي من بين الأربعة، ما يجعل الوضع أكثر خطورة وتعقيدا لأنه ما زال يهددها.
ويطالب أفراد الأسرة اليوم إعادة التحاليل الجينية (DNA) للتأكد مما إذا كان والد الطفل الأول من بين المتهمين الحاليين، وهي خطوة ضرورية قانونيا لإثبات النسب وضمان حق الطفل في الهوية والتمدرس.
وأشار أحد أقربائها إلى أن الوضع الصحي للضحية بات مهددا أكثر من أي وقت مضى، لأنها حامل في ظروف غير إنسانية؛ فبدل أن تعيش في فترة حمل آمنة وتحت رعاية طبية مستمرة، تجد نفسها ضحية اغتصاب جماعي، تعيش في عزلة قاسية بلا تدفئة ولا ملابس كافية ولا أبسط شروط الرعاية الصحية، بينما يبعد المستوصف أقرب إليها بحوالي 7 كيلومترات، وهو ما يشكل خطرا مباشرا على حياتها وحياة الجنين.







