
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، أن التساقطات المطرية القوية التي يشهدها المغرب خلال هذه الأيام، ترجع بالأساس إلى تأثير اضطرابات جوية قوية قادمة من المحيط الأطلسي، محملة بكتل هوائية باردة ومنخفضة الضغط، وهو ما ساهم في تسجيل كميات مهمة من الأمطار في عدد من مناطق المملكة.
وأوضح بنعبو، لـ”إعلام تيفي”، أن هذه الاضطرابات الجوية تتميز بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تساقطات مطرية مهمة، خاصة في المناطق التي يفوق علوها 1200 متر، إضافة إلى تساقطات ثلجية في المرتفعات مبرزا أن هذا النوع من المنخفضات الجوية يعد طبيعيا خلال هذه الفترة من السنة، لكنه قد يكون أحيانا ذا وتيرة قوية وخارجة نسبيا عن السيطرة.
وأشار الخبير المناخي إلى أن لهذه الأمطار آثارا إيجابية كبيرة، خصوصا على مستوى الفرشة المائية، والسدود، والخزانات المائية، إضافة إلى القطاع الفلاحي الذي يعاني منذ سنوات من الجفاف وقلة التساقطات.
واعتبر أن هذه الأمطار قد تساهم في تغيير الملامح الهيدرولوجية للمملكة بشكل إيجابي، بالنظر إلى الكميات المهمة المسجلة بعد فترة طويلة من الشح المائي.
وفي هذا السياق، شدد بنعبو على أن مناطق مثل سوس ماسة، التي تعاني منذ أزيد من ثلاث سنوات من ضعف التساقطات، ستستفيد بشكل خاص من هذه الأمطار، إذ يرتقب أن يكون لها وقع إيجابي على الحوض المائي للمنطقة وعلى مخزون السدود، مما سينعكس على تزويد المدن والأنشطة الفلاحية بالمياه.
وبخصوص الفيضانات التي شهدتها بعض المناطق، مثل مدينة آسفي، أوضح بنعبو أن ما وقع يصنف ضمن الفيضانات الطبيعية المرتبطة بطبيعة المجال الجغرافي والعمراني لبعض المدن القديمة، داعيا إلى تعزيز إجراءات الوقاية والتخطيط الحضري لتفادي تكرار مثل هذه الخسائر.
أما فيما يتعلق بالتساقطات المرتقبة خلال ليلة الثلاثاء والأيام المقبلة في مدن الرباط، سلا، القنيطرة ونواحيها، فقد طمأن الخبير المناخي المواطنين، معتبرا أن هذه الأمطار تبقى في إطارها الطبيعي، ولا تستدعي الهلع أو الخوف المفرط، لكن تستدعي الحذر الشديد والالتزام بتعليمات السلامة ومتابعة البلاغات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة.
وأكد على أهمية الوعي المجتمعي والتعامل الرصين مع الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الإشاعات، معتبرا أن الأمطار تبقى في المجمل نعمة حقيقية وفرصة لإنعاش الموارد المائية والاقتصاد الفلاحي بالمملكة.





