السنتيسي,خطاب العرش: ملكيّة سامية ومنهج جديد يُسهم في التطوير الوطني

خطاب العرش: ملكيّة سامية ومنهج جديد يُسهم في التطوير الوطني
*بقلم: إدريس السنتيسي*
في خطاب العرش لهذا العام، أكرس جلالة الملك، حفظه الله، توجهًا ملكيًا ساميًا يجسد رؤية مستقبلية لتطوير المملكة. كلما يُلقيه جلالته الكريم يؤكد على محاوره وعناوينه الكبرى في كل مناسبة.
في العام الماضي، أكّد جلالته على التلاحم الوثيق بين العرش والشعب كمفتاح لتجاوز الأزمات. خلال هذه السنة، تحدث جلالته عن القيم التي تُشكل رأسمالًا لاماديًّا متجذرًا في نسيج المغاربة. فالصدق والتفاؤل والتسامح والانفتاح والاعتزاز بالهوية والتقاليد المغربية والتفاني في العمل وتكافؤ الفرص، تشكل أهمية خاصة في حياة الشعب.
وقد تركز جلالته بجدية مطلقة، واعتبرها مذهبا يجب على الجميع وضعه نصب أعينهم وجعله منهجًا للنجاح. وباقتداره القريب دائماً بقضايا المواطنات والمواطنين، أعطى مثالًا واضحًا للجدية التي تحقق النتائج الملموسة. وها نحن نرى الانجاز المغربي التاريخي في مونديال قطر وابداع الشباب المغربي في صنع أول سيارة مغربية وتطوير أول سيارة تعمل بالهيدروجين الأخضر.
إن معنى ذلك أن الشباب المغاربة المتشبعين بقيمهم الراسخة، المعروفين بفطنتهم وذكائهم ووطنيتهم العالية، يمكنهم أن يحققوا إنجازات إيجابية كثيرة لوطنهم، إذا منحتهم الإمكانيات وتلقوا التشجيع اللازم.
ويُؤكد جلالة الملك بأن الجدية التي تحدث عنها تخاطب الجميع، فهي مذهب في الحياة وفي العمل، في السياسة والقضاء والإدارة والرياضة، في الاقتصاد والاستثمار والإنتاج والعمل، في الحكامة والتدبير وغيرها.
كما ربط جلالته أيضاً النجاحات الدبلوماسية التي حققتها بلادنا بالجدية التي ميزت تدبير ملف وحدتنا الترابية، والتي أثمرت الاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء. حيث تحدث جلالته عن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، والذي لم يلغ الموقف التاريخي الثابت للمغرب تجاه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى غرار خطاب العرش للسنة الفارطة الذي اعتبر فيه جلالته أن الحدود مع الجارة الشرقية لن تكون حدودا لغلق أجواء التواصل بين الشعبين، جدد جلالته الدعوة في هذه المناسبة إلى اليد الممدودة وإقامة علاقات طبيعية بين الأشقاء.
إذًا، يعد خطاب جلالة الملك مليء بالقيم الغالية، بما في ذلك الروابط العائلية، ويمثل عناوين بارزة وخارطة طريق للمستقبل. هو خطاب يمثل رؤيةً ثاقبة وتوجهًا ساميًا، يُسهم في رسم مستقبل واعد وتنمية مستدامة للمملكة.