الناجي ل”اعلام تيفي ” :التجارة بين إفريقيا والمغرب قد تسهم في تفشي الملاريا
أيت ناصر فاطمة الزهراء: صحافية متدربة
استقبل المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير، مساء الاثنين، حالة إصابة مؤكدة بمرض الملاريا لسائق شاحنة نقل دولي قادم من الأقاليم الجنوبية. السائق، الذي زار عدة دول إفريقية جنوب الصحراء، شعر بأعراض المرض فور عودته إلى المغرب، ما دفعه إلى زيارة مستشفى كلميم قبل نقله إلى أكادير لتلقي العلاج وفق البروتوكول الصحي المعتمد.
وفي هذا الإطار، أشار مصطفى الناجي، مدير مختبر علم الفيروسات، إلى أن التجارة بين إفريقيا ودول أخرى، بما في ذلك المغرب، قد تسهم في نقل بعوضة الأنوفيليس، ما يستدعي تنسيقًا بين الوزارات المختصة لتفعيل خطط استباقية لمكافحة المرض وأضاف أن العائدين من الدول الإفريقية المصابين بالملاريا يجب أن يلتزموا بالحجر الصحي لمنع انتشار العدوى في المجتمع.
وحذر الناجي في تصريح لموقع “اعلام تيفي” المسافرين إلى الدول الإفريقية من خطر الإصابة، داعيًا إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل تناول الأدوية المناسبة قبل السفر وطوال مدة الإقامة وبعد العودة، واستخدام الناموسيات المشبعة بالمبيدات الحشرية، والملابس الواقية، وتجنب النوم في أماكن مضيئة تجذب البعوض.
وقال المدير أن مرض الملاريا يُعد خطرًا صحيًا عالميًا، إذ ينتقل عن طريق طفيل أحادي الخلية عبر لدغات بعوضة الأنوفيليس. وأضاف أن المستنقعات تُعتبر البيئة المثالية لتكاثر هذه البعوضة، مما يجعل إفريقيا أكثر المناطق تأثرًا بالمرض.
وكشف المتحدث أن أعراض الملاريا تشمل الحمى الشديدة، الصداع، القشعريرة، الإغماء، الغثيان، والتقيؤ، وأكد على ضرورة العلاج المبكر لتجنب تطور المرض إلى مراحل قاتلة.
وفي سياق متصل، ذكّرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سنة 2022 أن البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بالمغرب نجح منذ عام 2004 في الحد من انتقال المرض، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان المغرب خاليًا من الملاريا في عام 2010.
وعلى صعيد القارة الإفريقية، شهدت مناطق شرق ووسط إفريقيا مؤخرا ارتفاعًا كبيرًا في حالات الملاريا بسبب انتشار بعوض الأنوفيليس ستيفنس المقاوم للمبيدات الحشرية، والذي رُصد لأول مرة في جيبوتي عام 2012. هذا البعوض يهدد مدنًا إفريقية ذات كثافة سكانية عالية، مما قد يعرض 126 مليون شخص للخطر. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، شكّلت إفريقيا 95% من حالات الملاريا العالمية و608 آلاف حالة وفاة في عام 2022.