باحث فلسطيني: الحرب على غزة تكشف عن التحديات التي تعترض الصحافيين

إيمان أوكريش: صحافية متدربة
سلط الباحث الفلسطيني أحمد رضوان، المتخصص في علوم الإعلام والاتصال، الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها الصحفيون خلال تغطيتهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأشار إلى أن الاستهداف المتعمد للطواقم الإعلامية والمؤسسات الصحفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب انقطاع الإنترنت والاتصالات، أثّر بشكل مباشر على قدرتهم على توثيق الأحداث ونقل الحقائق.
جاء ذلك خلال مداخلته العلمية بعنوان “استخدام الصحفيين لشبكات التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة في تغطية الحرب على غزة ودورها في إثراء الصحافة الاستقصائية”، التي قدمها في مؤتمر “الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات”، الذي تنظمه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بشراكة مع مركز الجزيرة للدراسات.
وأوضح رضوان أن الحرب الإسرائيلية على غزة (2023-2024) شهدت انتشارًا واسعًا للأخبار المضللة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مما زاد من الأعباء المهنية على الصحفيين، خاصة عند جمع المعلومات أو التحقق من صحتها. مبرزا أن القيود الميدانية، مثل استهداف الصحفيين وانقطاع الاتصالات، خلقت بيئة عمل صعبة عرقلت الوصول إلى المعلومات الموثوقة.
وأضاف الباحث أن شبكات التواصل الاجتماعي وأدوات المصادر المفتوحة لعبت دورًا مهمًا في التحقق من الأخبار وإثراء محتوى الصحافة الاستقصائية. كما واجه الصحفيون تحديات فنية بسبب نقص المعدات وانقطاع الإنترنت، مما جعلهم يعتمدون على وسائل تقليدية، مثل شهود العيان والمصادر المحلية، لاستكمال تقاريرهم.
اعتمد الباحث على دراسة حالة حول دور شبكات التواصل الاجتماعي في توثيق مجزرة المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر 2023. وأشار إلى أن المواد المصورة والمعلومات المنشورة على هذه المنصات ساهمت في كشف الحقائق وإنجاز تحقيقات صحفية حول الروايات المتضاربة.
ودعا الباحث في علوم الإعلام والاتصال إلى توفير الحماية القانونية وضمان حرية الحركة للصحفيين خلال الحروب والنزاعات، مشددًا على أهمية تزويدهم بمعدات متطورة وتقنيات بديلة للاتصال. كما طالب بتدريب الصحفيين على أدوات التحقق من الأخبار وأدوات المصادر المفتوحة، للحد من انتشار الأخبار الكاذبة وتعزيز مصداقية التغطية الإعلام
واختتم الباحث مداخلته بالتأكيد على أن الحرب على غزة كشفت عن هشاشة البنية التقليدية للصحافة في مواجهة الأزمات، مضيفًا أن الإعلام يتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة في ظل التدفق الهائل للمعلومات والتلاعب بالسرديات.
وأوضح أن الصحافة الاستقصائية، رغم التحديات، تستطيع أن تكون أداة قوية في مواجهة التضليل، شريطة أن تُعزز بآليات دعم حديثة وتدريب متواصل للصحفيين العاملين في ميادين النزاع.





