وليد كبير “النظام الجزائري مسؤول عن التهجير القسري للمغاربة وجبر الضرر قادم لا محالة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
كشف السياسي والصحافي الجزائري وليد كبير النقاب عن الجرائم الجسيمة التي ارتكبها النظام الجزائري بحق الشعبين الجزائري والمغربي، مؤكدًا أن هذه الجرائم تمثل وصمة عار في تاريخ المنطقة. وأشار إلى أن النظام الجزائري مسؤول بشكل مباشر عن طرد عشرات الآلاف من المغاربة في عام 1975، في عملية تعسفية لا تغتفر، معتبراً أن هذه الخطوة جاءت نتيجة فشل النظام في مواجهة المغرب سياسيًا في قضية الصحراء.
وأوضح كبير خلال ندوة نظمتها جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر أن هذا الطرد الجماعي، الذي طال حوالي 45 ألف عائلة مغربية، تم في ظروف غير إنسانية مأساوية، حيث صودرت ممتلكاتهم وجُردوا من حقوقهم، وتم تهجيرهم قسرًا في عز فصل الشتاء وأيام عيد الأضحى دون مراعاة لأي قيم إنسانية أو دينية. ولفت إلى أن الجالية المغربية في الجزائر لعبت دورًا بارزًا خلال الثورة التحريرية الجزائرية، مما يجعل هذه الجريمة أكثر إيلامًا وغير مبررة.
وأضاف كبير أن النظام الجزائري، الذي يفتقر إلى الشجاعة للاعتراف بهذه الجرائم، يلجأ إلى التلاعب بالحقائق. ففي تصريحات دبلوماسية سابقة، ادعى ممثلو النظام أن المغاربة غادروا الجزائر طواعية، وهو ما وصفه كبير بتزوير صارخ للتاريخ ومحاولة للهروب من المسؤولية. وأكد أن هذا الملف يزعج النظام بشدة عندما يتم التطرق إليه دوليًا، لأنه يفضح سياساته القمعية وأفعاله غير الإنسانية.
ضرورة دولة مدنية ديمقراطية
شدد وليد كبير على أن الحل الحقيقي يكمن في إقامة دولة مدنية ديمقراطية في الجزائر، وهي خطوة حتمية لتحرير إرادة الشعب الجزائري المغلوب على أمره ومصادرة حقوقه. وأشار إلى أن وجود نظام حكم عادل سيتيح الفرصة لمعالجة هذا الملف بشكل منصف وجبر الضرر الذي لحق بالمغاربة المتضررين. وأضاف: “لن تتحقق العدالة إلا بإسقاط النظام العسكري الذي يحكم الجزائر منذ عقود، لأن استمراره يمثل عائقًا أمام استقرار منطقة شمال إفريقيا برمتها.”
مسؤولية دولية وأممية
ودعا الصحافي الجزائري المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه القضية الإنسانية. وطالب بتفعيل آليات الضغط على النظام الجزائري لفتح الملف وتعويض المتضررين. وأشار إلى أن بعض الجمعيات الحقوقية استطاعت تحقيق تقدم في هذا المجال، من خلال استصدار توصيات أممية تدعو الجزائر إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها وجبر الضرر واستعادة الممتلكات المصادرة.
الشعب الجزائري والمغربي: ضحايا النظام
وأكد كبير أن الشعبين الجزائري والمغربي لا يحملان أي ضغائن تجاه بعضهما البعض، مشيرًا إلى أن المغاربة يدركون تمامًا الفرق بين النظام الحاكم والشعب الجزائري. وأضاف أن نضال الشعب الجزائري والمغربي يجب أن يكون مشتركًا ضد الأنظمة القمعية التي تنتهك حقوق الإنسان وتسلب إرادة الشعوب.
واختتم كبير تصريحه بالتأكيد على أن هذه القضية لن تسقط بالتقادم، داعيًا الجميع إلى مواصلة النضال والعمل على جميع المستويات لتحقيق العدالة وجبر الضرر لكل المتضررين. كما أكد أن الأجيال القادمة ستشهد تحقيق هذا الهدف إذا استمر الضغط والترافع أمام المحافل الدولية لفضح النظام الجزائري وسياساته القمعية.