تقرير..ضعف الابتكار والاستثمار يعيق الاقتصاد المغربي

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

يواجه الاقتصاد المغربي تحديات هيكلية تعيق تحقيق الإقلاع الصناعي، وفق تقرير صادر عن البنك الدولي. وأوضح التقرير أن العديد من المستثمرين المغاربة يفضلون توجيه طاقاتهم نحو تحقيق أرباح سريعة بدلاً من الاستثمار في تطوير القيمة الصناعية والابتكار.

وأشار التقرير إلى أن ضعف الابتكار وقلة التدويل يشكلان أبرز العقبات أمام تطوير المقاولات المغربية. فمن بين ما يزيد عن عقدين، لم يتجاوز عدد الشركات المغربية المصدرة 5300 شركة، مقارنة بـ58 ألف شركة مصدرة في تركيا.

و وفق التقرير، هذا الوضع يُعزى، إلى غياب المنافسة نتيجة الحواجز الإدارية والضريبية التي توفر حماية لبعض الفاعلين، ما يحد من تطوير قيمة مضافة حقيقية ويساهم في إبطاء نمو القطاعات الصناعية.

وأوضح التقرير أن قطاع الصناعة في المغرب لا يجذب المستثمرين المحليين بسبب هوامش الربح المنخفضة مقارنة بقطاعات مثل العقارات والخدمات. حتى في القطاعات الحيوية، مثل صناعة السيارات والطيران، تظل مشاركة المستثمرين المغاربة محدودة، كما يظهر في اعتماد مصنع “رونو” بطنجة على موردين أجانب بنسبة تفوق 90%.

فيما يخص البطالة بين الشباب، لفت التقرير إلى أنها لا ترتبط فقط بضعف التكوين، إذ إن العديد من الخريجين المؤهلين يواجهون البطالة أو سوء التشغيل، نتيجة بطء تحول النسيج الإنتاجي وضعف قدرته على استيعاب التدفقات المتزايدة من الخريجين.

وأشار التقرير إلى ضعف نسبة الأطر الوسطى والعليا في المغرب، التي لا تتجاوز 7.6% من إجمالي اليد العاملة، مقارنة بـ20% في دول ناشئة مثل تركيا والبرازيل، مما يبرز تحديات خلق فرص عمل تتماشى مع الكفاءات المتاحة.

وخلص التقرير إلى ضرورة إصلاح السياسات الاقتصادية في المغرب، مع التركيز على تشجيع التصنيع وتعزيز الابتكار، إلى جانب تعزيز المنافسة وضمان إشراك الكفاءات الوطنية في القطاعات الإنتاجية الحيوية لتحقيق تنمية مستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى