عمال الفنادق في ورزازات.. بين الاستغلال وضعف الحقوق

فاطمة الزهراء ايت ناصر

كشف عامل في أحد فنادق ورزازات عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الكثير من العاملين في القطاع السياحي، حيث أوضح أن السياحة، رغم أهميتها الاقتصادية للمنطقة، لم تنعكس إيجابيًا على ظروف العمل داخل الفنادق.

وأعرب المصدر في تصريح ل “إعلام تيفي” عن قلقه إزاء استغلال القاصرين في هذا القطاع، إذ يؤدي تشغيلهم المبكر إلى انقطاعهم عن الدراسة، مما يحدّ من فرصهم المستقبلية، رغم تمكنهم من تعلم لغات متعددة من خلال احتكاكهم بالسياح. مؤكدا أن معظم هؤلاء العمال يفتقرون إلى أبسط الحقوق المهنية، مما يجعلهم عرضة للاستغلال دون أفق واضح لتحسين أوضاعهم.

وكشف المصدر أن العديد من العمال في فنادق ورزازات تمتد ساعات عملهم إلى 10 أو 12 ساعة يوميًا دون راحة كافية، خصوصًا خلال فترات الذروة السياحية. ما يجعل العمل مرهقًا للغاية، إذ يتطلب الوقوف لساعات طويلة أو التنقل المستمر لتلبية احتياجات الزبائن، دون الحصول على تعويض مناسب.

وعبر العامل عن استيائه من غياب عقود العمل الرسمية، مشيرًا إلى أن العديد من زملائه يعملون بعقود مؤقتة أو حتى بدون عقود، مما يجعلهم عرضة للطرد التعسفي دون أي ضمانات قانونية. موضحا أن الأجور المتدنية تزيد من حدة المعاناة، حيث لا تتناسب مع الجهد المبذول، وغالبًا لا يتم تعويضهم عن الساعات الإضافية، مما يدفع البعض إلى الاعتماد على الإكراميات التي يمنحها السياح.

وكشف أن معظم العمال لا يتوفرون عن  التغطية الصحية، إذ يتم تشغيل العديد منهم دون تسجيل في الضمان الاجتماعي، مما يحرمهم من التأمين الصحي أو تعويضات الحوادث المهنية موضحا أن أي إصابة أثناء العمل تعني تحملهم التكاليف العلاجية بأنفسهم، مما يزيد من هشاشة أوضاعهم.

وأوضح الشاب أن السياحة، رغم كونها ركيزة اقتصادية مهمة في المنطقة، لا ينبغي أن تكون على حساب حقوق العاملين. لذا، بات من الضروري أن تتحمل الجهات المعنية وأرباب الفنادق مسؤولياتهم في تحسين ظروف العمل وضمان بيئة مهنية تحفظ كرامة العمال، مما يساهم في خلق قطاع سياحي أكثر عدالة واستدامة.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى