الشرقاوي :”اليقظة الأمنية تُحبط مخطط داعش لإقامة فرع بالمغرب”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

نظم المكتب المركزي للأبحاث القضائية، صباح اليوم الاثنين 24 فبراير 2025، ندوة صحفية لتسليط الضوء على عملية تفكيك خلية إرهابية خطيرة كانت تستهدف أمن المملكة شملت تسع مدن.

وتمكنت المصالح الأمنية من تفكيك خلية إرهابية الأربعاء الماضي (19 فبراير 2025) تطلق على نفسها اسم “أسود الخلافة المغرب الأقصى”، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية خطيرة داخل المملكة، بتكليف مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل، يدعى عبد الرحمن الصحراوي

وأكد حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن العملية جاءت نتيجة مجهودات مكثفة، استمرت لمدة عام تقريبًا، بفضل معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وأسفرت هذه العملية عن توقيف 12 عنصرًا إرهابيًا، ينتمون إلى خلية تطلق على نفسها اسم “أسود الخلافة المغرب الأقصى”، في عدة مدن مغربية، من بينها العيون، الدار البيضاء، فاس، تاونات، طنجة، أزمور، جرسيف، أولاد تايمة، وتامسنا.

كشف مخبأ للأسلحة في الراشيدية
وكشف الشرقاوي أن التحريات قادت إلى اكتشاف مخبأ للأسلحة في منطقة بودنيب بإقليم الراشيدية، على الضفة القبلية لواد “كير”، وهو موقع وعر المسالك تم الوصول إليه باستخدام نظام تحديد المواقع (GPS). وشارك في عملية التمشيط بروتوكول أمني خاص، مع استخدام دوريات الكلاب المدربة، أجهزة كشف المعادن، والروبوتات المخصصة لرصد المتفجرات.

وأسفرت عمليات البحث، التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات، عن العثور على ترسانة من الأسلحة، سلاحين من نوع كلاشينكوف مع خزانين للرصاصبندقيتين ناريتين، 10 مسدسات فردية من أنواع مختلفة، وكمية كبيرة من الذخيرة الحية من مختلف الأعيرة.
وتم لف هذه الأسلحة بعناية في أكياس بلاستيكية وجرائد صادرة في مالي بتاريخ 15 و27 يناير 2025، مما يؤكد ارتباط هذه الخلية بشبكات التهريب في منطقة الساحل.

تدبير الإرهاب عن بعد وامتداداته الإقليمية
وأكد الشرقاوي أن التحقيقات أظهرت أن هذه الخلية كانت على صلة مباشرة بالمدعو عبد الرحمان الصحراوي، القيادي في فرع “داعش” بمنطقة الساحل، وهو من وفر هذه الترسانة لعناصر الخلية. وكانت الخلية تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية بعد تحديد عدة أهداف استراتيجية داخل المغرب.

وأشار إلى أن هذه العملية ليست معزولة، بل تأتي في سياق استمرار تهديدات الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، مثل القاعدة وداعش، التي تسعى إلى تأسيس موطئ قدم لها في المغرب.

وفيما يخص سمات أعضاء الخلية أضاف أن هذه الخلية كانت جزءًا من مشروع استراتيجي لتنظيم “داعش” لإقامة فرع له داخل المملكة، وهو ما يتضح من تشكيل لجنة مصغرة داخل الخلية مكلفة بالتنسيق مع قيادات التنظيم في الساحل.وأوضح الشرقاوي أن عدد الموقوفين بلغ 12 عنصرًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة. كاشفا أن معظمهم يمتلكون مستويات دراسية متواضعة (8 لم يتجاوزوا التعليم الثانوي، و3 بمستوى التعليم الأساسي، وواحد فقط وصل إلى السنة الأولى من الجامعة). أما من الناحية الاجتماعية، فإن اثنين منهم فقط متزوجان، بينما يعمل أغلبهم في مهن بسيطة وعرضية.

استمرارية التهديدات واستراتيجية المواجهة
شدد حبوب الشرقاوي على أن المغرب يظل هدفًا للتنظيمات الإرهابية بسبب انخراطه الفاعل في المجهودات الدولية لمكافحة الإرهاب، خاصة في ظل الارتباطات المتزايدة بين الجماعات الإرهابية في الساحل وشبكات الجريمة المنظمة. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية فككت أكثر من 40 خلية إرهابية مرتبطة بالساحل، بعضها كان متخصصًا في إرسال المقاتلين المغاربة إلى معسكرات التدريب، بينما كانت أخرى تعمل تحت إشراف مباشر من أمراء الحرب.

واستشهد الشرقاوي بعدة عمليات سابقة، من بينها خلية أمغالا التي تم تفكيكها في يناير 2011، وخلية إبراهيم بطنجة في 2005، مؤكدًا أن نمط عمل هذه الخلايا يشترك في استخدام نظام تحديد المواقع (GPS) لإخفاء الأسلحة وإدارة العمليات عن بعد.

وأكد الشرقاوي على أن هذه العملية تعكس مدى اليقظة الأمنية التي يتمتع بها المغرب في مواجهة التهديدات الإرهابية. وقال: “بفضل التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية واليقظة المستمرة، تمكنا من إحباط مخطط إرهابي خطير كان ليستهدف أمن المغرب والمغاربة، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى