سابيك: “تفكيك خلية ‘أسود الخلافة’ نتاج عام من العمل الأمني الدقيق وتنسيق ميداني مكثف”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال تصريح ناطقها الرسمي بوبكر سابيك، عن تفاصيل العملية الأمنية التي أسفرت عن تفكيك خلية “أسود الخلافة”، المرتبطة بتنظيم “داعش”.
وأوضح سابيك أن هذه العملية لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت بعد أكثر من عام من العمل الأمني الدقيق، شمل عمليات ميدانية، وخبرات تقنية متقدمة، وتحليل مستمر للمعطيات، بهدف تعقب خيوط هذه الخلية وكشف مخططاتها.
وأشار سابيك إلى أن التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، بما في ذلك الشرطة العلمية، القوات الخاصة، وعناصر المراقبة الميدانية، كان أساس نجاح هذه العملية، مؤكدا أن أفرادًا من فرق المراقبة ظلوا يعملون في الميدان لشهور، متخفين بملابس تقليدية، بعيدًا عن أسرهم، لضمان رصد تحركات المشتبه بهم ومنع أي محاولة لتنفيذ هجماتهم.
وكشف الناطق الرسمي أن الخلية الإرهابية كانت تتبنى هيكلة تنظيمية معقدة، بتكليف من القيادي في تنظيم “داعش” عبد الرحمان الصحراوي، المسؤول عن العمليات الخارجية للتنظيم. وقد قُسمت الخلية إلى ثلاث فرق: فريق المنسقين، الذين كانوا على تواصل مباشر مع الصحراوي، وفريق المنخرطين المكلفين بالتنفيذ الميداني، بالإضافة إلى خلية الدعم والإسناد المسؤولة عن التمويل وتوفير اللوجستيك.
أما الأهداف الإرهابية التي كانت الخلية تستعد لاستهدافها، أوضح سابيك أنها تنوعت بين تفجيرات عن بعد، باستخدام هواتف نقالة متصلة بعبوات ناسفة، وعمليات انتحارية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية حساسة، إضافة إلى هجمات فردية ضد رجال الأمن. وتضمنت المخططات استهداف البيئة، من خلال إضرام النار عمدًا في الغابات، ورمي مواد بكتيرية في مصادر المياه، في إطار ما يعرف بـ”الإرهاب البيئي”، الذي يندرج ضمن القانون الجنائي المتعلق بالجرائم الإرهابية.
وأكد سابيك أن تنظيم “داعش”، بعد أن فقد الكثير من نفوذه في مناطق نفوذه التقليدية، يعمل حاليًا على تصدير عملياته إلى مناطق جديدة، من بينها منطقة المغرب الكبير. وأنشأ التنظيم وحدة خاصة للعمليات الخارجية، اعتقادًا منه بأن “الجهاد” يجب أن يتجاوز الحدود الجغرافية. وفي هذا السياق، تحدثت إصدارات التنظيم الأخيرة عن نجاحه في خلق أقطاب جهوية بغرب إفريقيا والساحل والقرن الإفريقي، مع التركيز على التمدد نحو المغرب الأقصى.
وأوضح سابيك أن أحد أفراد الخلية في مدينة القنيطرة حصل على جواز سفر، وحلق لحيته كإجراء أمني معروف لدى التنظيمات الإرهابية، استعدادًا لتنفيذ العمليات والفرار إلى معاقل “داعش” في منطقة الساحل، في حال نجاح المخطط الإرهابي.
وأشاد سابيك بالجهود التي بذلها جميع المتدخلين، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العمليات يعكس اليقظة الأمنية العالية، ويؤكد جاهزية المغرب لمواجهة التحديات الإرهابية المتزايدة. مؤكدا على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية، موضحًا أن الأجهزة المغربية تتقاسم بشكل يومي المعلومات مع شركائها، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، التي وجهت رسالة شكر إلى المديرية العامة للأمن الوطني، بعد أن ساهمت معلومات مغربية في إحباط مخططات إرهابية على أراضيها.
وأكد الناطق أن التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة، ما يستوجب الحفاظ على درجة عالية من اليقظة، لمواجهة أي محاولة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد.





