سرقة مدفع من قصبة «الوداية» يعود إلى القرن السادس عشر ويزن 900 كيلوغرام

اعلام تيفي -الرباط 

المصدر : جريدة الصباح

أفشلت اليقظة الأمنية للشرطة القضائية بمنطقة أمن المحيط بالرباط، زوال الاثنين الماضي، محاولات تذويب هيكل مدفع يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي، وهو مصنوع من مادتي البرونز والنحاس، فاشتبه المحققون أنه مسروق من قصبة “لوداية” التاريخية، الواقعة على ضفاف وادي أبو رقراق، وحضر مسؤولون بوزارة الثقافة والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث والحامية العسكرية والاستعلامات العامة ومديرية مراقبة التراب الوطني، وجرى نقل المحجوز في سرية تامة إلى مخزن.
وكشف مصدر “الصباح” أن معلومات توصلت بها الشرطة القضائية تفيد وجــــــود المدفع الذي يقدر وزنه بـ 900 كيلوغرام داخل فرن تسخين مياه حمام تقليدي بسيدي فاتح بالمدينة العتيقة، كما يبلغ طوله مترا وعشرين سنتيمترا، وأثناء المداهمة عثر عليه أفراد الضابطة القضائية، فأخبروا على الفور وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، الذي أمر بانتداب مسؤولين بالحامية العسكرية بالرباط، قصد إجراء معاينة عليه، قبل تسليمه لمعهد الآثار التابع لوزارة الثقافة.
واستنادا إلى المصدر ذاته، تبين أن صاحب الحمام غير موجود، ولم يشتغل منذ شهور، وطوقت قوات الشرطة منزله، لكنه تبين أنه غير موجود، فصرح أحد الحراس الليليين للسلطات الترابية أنه يوجد بالبيضاء، وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق قضائي في الموضوع، واستقدام كل من له صلة بالنازلة. كما أمرت باستدعاء مسؤول عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، قصد الاستماع إلى أقواله حول ظروف وملابسات اختفاء المدفع التاريخي، دون التصريح به لدى الجهات المختصة.
وحسب ما عاينته “الصباح”، توجد بناية الحمام بجانب مقاطعة إدارية وغير بعيدة كذلك عن مقر الدائرة الأمنية الجزاء، ويعود تاريخ إحداث الحمام إلى أكثر من ثلاثة قرون حسب قاطنين بالمنطقة، وكان متوقفا عن العمل منذ شهور، ويعتبر أقدم حمام بالمدينة العتيقة، دون أن تتلقف أعين أعوان السلطات الترابية أو الأعوان الأمنيين المكلفين بالأبحاث المحيطية المسروق، وتبين أن المدفع كان بصدد صهره لاستخراج مادتي البرونز والنحاس منه.
ولم تتمكن “الصباح” إلى غاية صباح أمس (الأربعاء)، من معرفة هوية المتورطين في السطو على المدفع، وما إذا كان الأمر يتعلق بشبكة مختصة في الاتجار بالآثار، لها علاقات واسعة سواء داخل أرض الوطن أو خارجه.
وتأتي النازلة على بعد أربعة أشهر من سرقة مدفع مشابه من مستودع بحي كريمة بسلا، بعدما استغل موقوفون حالة الطوارئ الصحية المفروضة في ماي الماضي لمواجهة جائحة كورونا، للاستيلاء على التحفة النادرة، وأحيل ثلاثة موقوفين على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى