مغاربة اسبانيا وتداعيات الانتخابات العامة

يونس لقطارني

على بعد ايام قليلة ستجري الانتخابات الاسبانية التى ستترك انعكاسات سلبية على الجالية المغربية التى تعيش مند سنوات على وقع القلق وتهديدات عديدة ، الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي ضربت إسبانيا بقوة، والتي غرزت أشواكها في اوساط المهاجرين المغاربة الذين اصبحو يعانون من البطالة والفقر والاقصاء والتهميش.

واليوم يطل علينا التطرف السياسي من باب أصبح يتسع أكثر وأكثر لذوي النفوس الضعيفة، لينثروا شؤمهم وكراهيتهم التاريخية في وجه المغاربة المهاجرين . هذا التطرف السياسي تجسد في حزب “فوكس” الذي حتما ستكون له مساحة مهمة في الانتخابات السياسية الإسبانية، وعواقب وخيمة ونتائج سيكون لها تأثير سريع ومباشر على المهاجرين وخاصة المغاربة .

لقد أخرجت الأزمة الاقتصادية إلى الوجود أحزابا فتية مثل “بوذيموس” و”ثيوذاذانوس”، بينما عولمة التطرف السياسي أنجبت حزب “فوكس” من أحشاء الحزب الشعبي. ثم إن أزمة تدفق المهاجرين على السواحل الأوروبية زادتا من قوة هذا الوافد الجديد.ولا يعود توسع هذا الحزب إلى كراهيته للإسلام وللمهاجرين فقط، فالأزمة في كتالونيا ونفوذ القوميين في بعض الأقاليم مثل جليقية (غاليسيا) وإقليم الباسك تشكل أيضا نواة خطابه الذي قد يمنحه حسب بعض استطلاعات الرأي ثلاثين مقعدا في البرلمان الإسباني.

كما يتبنى الحزب خطابا عنصريا للغاية ضد المهاجرين وخاصة المهاجرين من جنسية مغربية، الذين يشكلون أكبر جالية في الأندلس.

ورغم هذا فان نتائج الانتخابات الإسبانية ستعرف صعوداً آخر للحزب الاشتراكي وصعوداً في الوقت ذاته لليمين المتطرف، إلا أن رسالة الناخبين في تقديري كانت واحدة.فهي عكست قلقاً من التطورات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة والتي يعبر عنها البعض بالانصياع للخوف والتصويت لقوى رجعية تدعو لإقصاء قطاعات اجتماعية واسعة، بينما يعبر عنها ناخبون آخرون بالمطالبة الواضحة بالعدل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى