وهبي مغيت الجرار ومنقد حزب البام

ان عملية انتخاب الاستاذ عبداللطيف وهبي لقيادة حزب الاصالة والمعاصرة على بعد بضعة اشهر من تنظيم الاستحقاقات المقبلة، تعتبر خيارا صائبا وناجحا ،لاستجابته لمعاير خولت له الظفر بمنصب امين عام بفضل القدرة والمؤهلات التي يحضى بها و توفره على الكاريزمة و الشروط اللازمة و الضرورية، للنهوض بمستوى أداء ثاني قوة سياسية ببلادنا، وهبي المقاوم المنحذر من عائلة مقاومة يعتبر رجل المرحلة والظرفية بامتياز دون منازع و لا منافس ، بفضل تجربته السياسية والقانونية وقدراته الفائقة على التعبير والتواصل والترافع ،سيكون دون ادنى شك المنقد والمغيث لحزب الجرار الذي تلقى في الاونة الاخيرة عدة ضربات و انتكاسات معظمها كانت مرتبطة بأخطاء تدبيرية و حكامتية ومنها من كانت راجعة لنتائج التقييم السلبي الذي يقوم به المواطنين خاصة منهم النخبة المتتبعة والمراقبة للشؤون ومستجدات الساحة الوطنية السياسية.
لقد كان للمعركة الطاحنة و الشرسة التي دارت رحها و قادها تيار الشرعية وتيار المستقبل من زاويتين مختلفتين صراع دام زهاء سنة، تشبت خلال جل اطواره كل طرف برأيه واختياراته دون التعبير عن الرغبة الصادقة في تقديم اي تنازل حقيقي،كان لكل تيار موقفه ومنطقه وتحليله،أختلاف عميق عمق من مستوى وحدة الازمة التي كان لها وقع جد سلبي على نفوس الباميات والباميين من جهة، و على الحزب تنظيميا وسياسيا من جهة اخرى ،تميزت الازمة بسيلان للعاب القناصة السياسيين و الكائنات الانتخابوية،حيث بدت لهم الفرصة جد سانحة خاصة منهم الهيىات السياسية التي تطمح وترغب في تطعيم و تقوية صفوفها بغرض التموقع في المشهد السياسي و تحقيق نتائج ايجابية ومرضية خلال الاستحقاقات المقبلة، كانت تأمل الى المزيد من الاخفاقات والانتكاسات لحزب اختار ان يجمع ما بين الاصالة والمعاصرة.
أن انتخاب عبداللطيف وهبي كرجل المرحلة والظرفية بعثر اوراق الكثيرون ممن رهنوا على المقولة الشهيرة ” مصائب قوم عند قوم منافع” ان انتخابه امينا عاما ساهم وبسرعة في تأمين حزب الجرار من التأكل والسقوط، بل عكس ذلك سيعزز صفوفه ومكانته لكي يتبوء المكانة التي تليق به في المشهد السياسي الوطني.
ان ما ميز الباميات والباميين في ادارة الازمة الخانقة الطاحنة والقاتلة هو تشبتهم بمبادئ ومكونات ومرتكزات الحزب،كان صراع داخلي استعملت فيه شتى اساليب الدفاع والهجوم منها من زغت عن قيام الاخلاق الحميدة والتربية الحسنة، لكن دون التصريح او الاعلان عن تخلي او مغادرة الافراد والاطراف المتنازعة والمتصارعة حلبة الصراع او التخلي على مشروعهم السياسي، رغم توجيه سهام سامة طاعنة في الشرف والكرامة ، مما يترجم بشكل واضح و ثابت عن ايمانهم الصادق بمشروعهم السياسي الواعد والناجح والذي يعتبر رقم اساسي و صعب في المعادلة السياسية الوطنية.
قاىد الجرار له مسؤولية عسيرة ليست بالهينة و السهلة، فالمهمة تستدعي اولا توحيد الافكار والرؤية حول مشروع وبرنامج تنظيمي و سياسي متفق عليه بالاجماع من طرف كافة الباميات والباميين،علاوة على ضرورة العناية وجبر وتمضيد بعض الجروح و الاعطاب والاساءات بما فيها المرتبطة بنفوس الافراد.
أن طموح وتفاؤل عبداللطيف وهبي يندران على أنه سيقود الجرار قيادة جيدة دون مخالفة، أن مقاومته وقدراته ومجهوداته سيمكنانه من حصد محصول جيد سيحضى برضى عموم الباميات والبامبيين بصفة خاصة والمواطنين المغاربة بصفة عامة،فليعمل الباميين كل من مكانه ومن موقعه على تيسير قيادة الجرار بقائد واعد متفائل لا يختلف اثنين على انه سيكون امينا عاما لكافة الباميات والباميين و على نفس المسافة من جميع العضوات والاعضاء .

حبيب كروم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى