l’opinion: انتخابات الجزائر بعيدة عن تحقيق معايير الديمقراطية الحقيقية

خديجة بنيس : صحافية متدربة

في الجزائر، كانت الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي عبارة عن “مهزلة حقيقية”، كما يرى العديد من المراقبين الدوليين. فقد كانت الانتخابات مصحوبة بنتائج كارثية تبدو وكأنها استفزاز لجميع الديمقراطيين في الجزائر وخارجها. مع حصول الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون على أكثر من 94% من الأصوات، تثير نتائج هذه الانتخابات تساؤلات حول مصداقية الاقتراع. وفق الجريدة الفرنسية “l’opinion”

حصل الرئيس تبون على نسبة تفوق بكثير تلك التي حصل عليها فلاديمير بوتين، الذي كان يتطلب الحصول على 50% من الأصوات لإعادة انتخابه في آخر انتخابات له. من الواضح أن هذه الانتخابات لا تعكس منافسة ديمقراطية حقيقية. الجزائر، التي لطالما انتُقدت لافتقارها للتعددية السياسية، تبدو بعيدة عن تحقيق معايير الديمقراطية الحقيقية.

من المؤسف أن، على الرغم من تطلعات الشعب الجزائري إلى حكم أكثر ديمقراطية، لا تزال الانتخابات تجري كما لو كانت مجرد محاكاة. في عام 2019، ظهر “الحراك”، وهو حركة احتجاج شعبية، ردًا على هذه الممارسات الاستبدادية. بعد خمس سنوات، ورغم الوعود بالإصلاح، يبدو أن الوضع لم يتغير، مع نسبة مشاركة ضعيفة ورئيس تشكك شرعيته من قبل العديد من الجزائريين.

إن إكراه 45 مليون جزائري على قبول انتخابات تبدو أكثر شبهة من كونها عملية ديمقراطية حقيقية هو مصدر متزايد للإحباط. يستمر النظام في الاعتماد على ممارسات لم تتغير منذ سنوات، وهذه الوضعية تعزز فقط شعور الاستياء بين الشعب.

حركة “الحراك” التي انطلقت في فبراير 2019 كانت رد فعل على الانتخابات الرئاسية التي كانت تضمن إعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان في فترة حكمه الأخيرة، مما أدى إلى احتجاجات واسعة ضد استمرار النظام القديم. الحراك طالب بإصلاحات جذرية في النظام السياسي واستبدال القيادة الحالية. رغم استجابة النظام لبعض مطالب الحراك، مثل تنحي بوتفليقة وتغيير بعض الوجوه البارزة، إلا أن التغييرات لم تكن كافية بالنسبة للكثيرين.

وبالتالي فإن المشاركة الضعيفة في الانتخابات قد تعكس عدم رضا الشعب عن العملية السياسية. في انتخابات عام 2024، كانت نسبة المشاركة منخفضة للغاية، مما يشير إلى فقدان الثقة في العملية الانتخابية وفي النظام السياسي بشكل عام. نسبة المشاركة الضعيفة قد تكون نتيجة لإحباط المواطنين من الوعود الفارغة وغياب الإصلاحات الجادة.

في الختام، تظهر هذه الانتخابات مرة أخرى مدى صعوبة تحول الجزائر إلى ديمقراطية حقيقية، رغم تطلعات الشعب وتوقعاته. يبدو أن البلاد ما زالت بعيدة عن تحقيق حكم شفاف وتمثيلي، وتستمر القضايا المرتبطة بهذه الانتخابات في إثارة التساؤلات والقلق على الصعيدين الوطني والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى