هل بدأت الحملة الانتخابية؟ نزار بركة يشعل فتيل المواجهة داخل الأغلبية

حزب الاستقلال بين التماسك الحكومي والتسخينات الانتخابية: نزار بركة يلوح بموقف معارض من داخل الأغلبية

ل.شفيق- اعلام تيفي

في خطوة أثارت جدلًا سياسيًا، وجه نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء في الحكومة الحالية، انتقادات حادة للأداء الحكومي، رغم كون حزبه أحد المكونات الرئيسية للائتلاف الحكومي. جاء ذلك خلال حلوله ضيفًا على برنامج “نقطة إلى السطر” بالقناة الأولى، حيث لم يتردد في إبراز مكامن الخلل في عدد من الملفات الحيوية، مثل التشغيل، الغلاء، ودعم المستوردين، وهو ما اعتبره مراقبون محاولةً مبكرة لتهيئة الحزب للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

حزب الاستقلال: بين الحكومة والمعارضة؟

ليست هذه المرة الأولى التي يخرج فيها حزب الاستقلال لمهاجمة السياسات الحكومية التي هو جزء منها، فقد سبق أن وجه انتقادات حادة لطريقة تدبير الحكومة لملف استيراد الأبقار والأغنام، مشككًا في جدوى هذه السياسة وتأثيرها الفعلي على الأسعار. هذا التناقض في المواقف يطرح تساؤلات حول استراتيجية الحزب، وهل يسعى فعلًا لممارسة دور المعارضة من داخل الحكومة، أم أنه يدشن حملة انتخابية مبكرة للتموقع كبديل سياسي خلال انتخابات 2026؟

عبد الرحيم العلام، أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة بجامعة القاضي عياض، يرى أن ما يقوم به حزب الاستقلال اليوم لا يختلف عن الاستراتيجية التي انتهجها حزب التجمع الوطني للأحرار خلال حكومة سعد الدين العثماني، عندما بدأ يهاجم سياسات الحكومة رغم كونه جزءًا منها، استعدادًا للانتخابات التي قادته لاحقًا إلى تصدر المشهد السياسي.

رهان الاستقلال على ضعف المنافسين

يستفيد حزب الاستقلال اليوم من تراجع بريق بعض الأحزاب الأخرى، لا سيما حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعاني من غياب قيادة قوية قادرة على خوض غمار المنافسة في 2026. كما أن منسقة الحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، لم تتمكن بعد من فرض حضورها السياسي بالشكل الذي يضمن لحزبها مركزًا متقدمًا في المشهد الانتخابي. هذا الوضع يفتح المجال أمام حزب الاستقلال لتعزيز موقعه كقوة سياسية مؤهلة لقيادة الحكومة المقبلة.

لكن رغم الانتقادات التي يوجهها، لا يبدو أن الحزب يفكر في الخروج من الحكومة، فبحسب العلام، فإن بقاؤه في الأغلبية يمنحه امتيازات أكثر من المعارضة، وهو ما يعزز فرضية استمراره في لعب هذا الدور المزدوج: الانتقاد من الداخل دون التفريط في مكاسب المشاركة الحكومية.

التحضير المبكر للانتخابات

يرى مراقبون أن نزار بركة، من خلال خرجاته الإعلامية الأخيرة، يوجه رسالة واضحة إلى الناخبين وإلى السياسيين الراغبين في الانضمام لحزبه، مفادها أن حزب الاستقلال يطمح إلى لعب دور أساسي في المرحلة المقبلة. كما أن الحزب يعتمد على معطيات تاريخية تؤكد استقرار أدائه الانتخابي خلال العقدين الماضيين، حيث احتل المرتبة الثانية أو الثالثة في الانتخابات المتعاقبة، وهو ما يجعله مرشحًا قويًا لقيادة الحكومة المقبلة إذا استمرت الديناميات السياسية على ما هي عليه.

هل ينجح حزب الاستقلال في رهانه؟

مع اقتراب موعد الانتخابات، سيظل المشهد السياسي مفتوحًا على عدة احتمالات، فقد يواصل حزب الاستقلال تعزيز مواقفه الانتقادية داخل الحكومة، لكن السؤال الأهم يبقى: هل سيتمكن الحزب من تحويل هذه الاستراتيجية إلى مكاسب انتخابية تضعه في صدارة المشهد السياسي خلال 2026؟ أم أن اللعبة السياسية ستفرز مفاجآت أخرى قد تعيد رسم التوازنات الحزبية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى