أوميكرون..هل هو بداية نهاية الوباء أم هو أكثر المتحورات مكرا؟

 

بشرى عطوشي / وكالات

وسط توقعات طبية بأن يجتاح متحور أوميكرون العالم خلال ستة أشهر في ظل سرعة انتشاره الرهيبة بات السؤال الملحّ الآن: هل يؤدي هذا المتحور إلى كارثة للعالم أم أن نهاية الوباء قد تأتي على يد متغير أوميكرون أو على الأقل نهاية الوباء في صورته الحادة الحالية؟

حسب عدد من الخبراء المحليين وآخرون دوليون،”هناك مجال للتفاؤل” هكذا قال عالم الفيروسات بجامعة وارويك البريطانية لورانس يونغ حسبما نقلت عنه صحيفة “إكسبرس” البريطانية.

وأضاف يونغ “التوقعات ليست كلها كئيبة، بل بالعكس، هناك مجال للتفاؤل، فالآن لدينا أفضل الأدوية المتاحة للتصدي للفيروس والعمل جارٍ على اللقاحات المعدلة لمواجهة متغيراته. ينبغي أن نكون ممتنين لعدم ظهور (أوميكرون) العام الماضي، لأن الوضع الآن أفضل بكثير”.

وأضاف يونغ: “إنني أرى أن متغير أوميكرون يمكن أن يساعدنا في الخروج من هذا الوباء من خلال التغلب على العدوى الشديدة التي يسببها متغير دلتا، بمعنى آخر، إذا صحّت التقارير التي تفيد بأن أوميكرون أكثر عدوى لكنه يسبب أعراضاً خفيفة مقارنة بأعراض دلتا الحادة، فقد يعني ذلك أن أوميكرون يمكن أن يتفوق على دلتا في الانتشار بنفس الطريقة التي تمكن بها دلتا من السيطرة والتفوق على متغير ألفا.

وفي هذه الحالة ستستبدل أعراض دلتا الحادة بأعراض (أوميكرون) الخفيفة، وهو الأمر الذي قد يقضي على الوباء بمرور الوقت”.

من جانبه  كشف البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في كلية الطب والصيدلة وعضو اللجنة العلمية الوطنية، عن احتمال نهاية أزمة كورونا، مشدّدا على أن هذه السنة تحمل كثيرا من الأمل عكس ما يظن الكثيرون.

ونشر البروفيسور   تدوينة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، عنوانها ” عشرون سببا للتفاؤل… ببداية نهاية كورونا”، جاء فيها  أنه“رغم أننا نعيش موجة أوميكرون، هناك أسباب أمتعددة تدعونا اليوم للتفاؤل… ونعم، أشاطر رأي مدير منظمة الصحة العالمية، فنحن نقترب من نهاية الأزمة”.

يشترك أوميكرون في العديد من الطفرات الرئيسية مع متغيرين سابقين، بيتا و كاما، مما جعلهما أقل عرضة للقاحات. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي أوميكرون على 26 طفرة فريدة، العديد منها في مناطق تستهدفها الأجسام المضادة للقاحات.

وقال ديفيد هو من جامعة كولومبيا الأمريكية إن حقيقة أن أوميكرون ينتشر بالفعل في وجود دلتا، “التي تفوقت على جميع المتغيرات الأخرى، أمر مقلق”.

والمؤكد أن أوميكرون هو المتغير الجديد الذي يحتوي على أكثر تغيرات بين سلالات كورونا، ويبقى أن نرى ما إذا كان يصبح اللاعب الأكثر رعباً في الوباء أم يكون على عكس بداية نهاية الوباء.

ويتوقع روبرت جاري، عالم الفيروسات بجامعة تولين الأمريكية أن التغيرات في متحور أوميكرون قد تشير إلى أنه قد يراوغ الأجسام المضادة بشكل أكبر، ولكنه بصفة عامة يقول الأطباء إن الاستجابة المناعية التي يحفزها التطعيم أوسع من الاستجابة الناتجة عن عدوى طبيعية، لذلك قد يظل الأشخاص الملقحون محميين من المرض الشديد.

من جانبه حذر البروفيسور نيل فيرجسون، رئيس مجموعة تحليل ونمذجة تفشي المرض في الكلية الإمبراطورية بلندن، قائلا: “من السابق لأوانه أن نقول ما إذا كان أوميكرون سيكون أكثر أو أقل حدة من المتغيرات السابقة، ولكن ما رأيناه حتى الآن هو أن متغير ألفا كان أكثر حدة من السلالة السابقة، قليلاً، ثم جاء بعده دلتا ليظهر خطورة أشد، أي أن تطور سلالات فيروس كورونا، حتى الآن هو نحو شدة أكبر، وليس شدة أقل”.

ولكنه استدرك قائلاً: “علينا أن نتحلى بالصبر، سيستغرق الأمر على الأرجح من ثلاثة إلى أربعة أسابيع للحصول على مؤشرات واقعية عن متحور أوميكرون”.

وتعلق صحيفة دو غارديان البريطانية في تقرير آخر على هذا المتغير قائلة: “إن أوميكرون هو بلا شك نتوء في الطريق قد يقودنا للخروج من هذا الوباء، وربما يكون حفرة كبيرة يقع فيها العالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى