الأمن قبل كل شيء..سلا المدينة وأحياؤها تحت رحمة الانحراف والجريمة

اعلام تيفي-بشرى عطوشي

المدينة القديمة، سيدي موسى، حي اشماعو، سعيد حجي، العيايدة، حي الانبعاث، حي الرحمة، حي كريمة، الواد، تابريكت، وغيرها من الأحياء بمدينة سلا، التي أصبح مجرد التفكير في الذهاب إليها، يقلق بسبب ارتفاع كل مظاهر الانحراف والجريمة.

لن نتحدث في هذا المقال عن انفلات أمني بل سنتجاوز ذلك للحديث عن ضعف في المقاربات الأمنية والتنموية المتخذة لمحاربة كل مظاهر الانحراف والجريمة بالمدينة.

لقد كانت مدينة سلا ومنذ سنوات، مدينة لاستقبال الهجرة القروية من مناطق مختلفة بالمغرب، واستوطن فيها خليط متجانس من السكان القادمين من مختلف المدن والقرى، كونها كانت محطة هامة في التجارة والصناعة، إلا أنه في ظل نمو ديمغرافي مهم وكبير، اختلت الموازين فيها وغادرها سكانها الأصليون ليتركوا المدينة للوافدين الذين تدبروا مهنا وحرفا مختلفة داخلها حتى خارجها بالمدينةالمجاورة الرباط.

في ظل هذه التحولات وبسبب النمو الديمغرافي للمدينة، تناسلت الأحياء العشوائية والبناء العشوائي بشكل كبير، جعل من المنطقة مرتعا لانتشار كل مظاهر الانحراف بسبب غياب البنيات التحتية الرئيسية والمرافق الحيوية، وانتشار الأمية والجهل والبطالة.

كل هذه التحولات كانت سببا في ارتفاع منسوب الجريمة بالمدينة، في غياب استراتيجية ورؤية استباقية ومقاربة أمنية واضحة المعالم وقادرة على مواكبة هذا الانفجار الديمغرافي.

لا يمكن أن نبخس العمل الذي تقوم به المؤسسة الأمنية في هذا الصدد، إلا أن أصابع الاتهام في هذا الشأن كلها موجهة لكل المصالح  الساهرة على استتباب الأمن بهذه المدينة، علما أن المقاربة الأمنية لن تجدي نفعا في ظل التهميش الذي تعرفه المدينة وارتفاع مظاهر الإقصاء، والبناء العشوائي وغياب المجتمع المدني والمنتخبين، وقصور البرامج التنموية في هذه المدينة.

ارتفاع الجريمة والعنف والاعتداءات المسلحة والسرقة وتخريب الممتلكات العامة وترويج المخدرات بأحياء مدينة سلا، أصبح يسائل السلطات المعنية بالأمر، وما تستدعيه الظرفية من إيجاد الحلول الكفيلة والآليات الضرورية لمحاربة هذه الظواهر التي أصبحت تزحف بشكل كبير إلى البيوت والمدارس والأسرة السلاوية خصوصا والمجتمع المغربي عموما.

وتعد مدينة سلا من المدن التي تحتل المراتب الأولى في ارتفاع مستوى الجريمة والعنف والانحراف، في ظل نخب لا هم لها سوى الظهور في القنوات الإعلامية، وارتفاع منسوب الرشوة والفساد، وغياب الأسرة والمدرسة ومصالح الأمن.

إن الحديث عن الأمن في ظل كل هذه الاختلالات يبقى الهاجس الوحيد الذي يطمح له المجتمع، فبغياب الأمن تصبح الحياة في ظل الفقر والعوز والتهميش، جحيما لا يطاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى