ملف الأسبوع أشخاص لم يتوقعوا أن يجدوا أنفسهم داخل السجن  

برعلا زكريا_إعلام تيفي

لا يعذر الجهل بالقانون أو شيء من هذا القبيل، فكم من شخص وجد نفسه خلف القضبان الحديدية دون أن يتوقع حدوث ذلك، والقصص في هذا الباب لا تعد ولا تحصى

  • محمد ضحية الحب الأعمى

لم يكن محمد يتوقع أن ينتهي به المطاف في السجن، خصوصا وأنه شاب هادئ الطباع، بشوش المحيا لا تفارق الابتسامة وجهه. محب لمساعدة الغير ويسعى دائما لإرضاء أبويه. إلا أن عشقه العنتري لخطيبته انقلب لغضب مفرط بعد أن قررت التخلي عنه والتراجع عن مواصلة الدرب معه. ودون أن يتحكم في ذلك الغضب أطلق محمد العنان للتهديدات عبر “الواتساب” لحبيبته. فما كان منها إلا التوجه لمكتب الدرك الملكي، وبعد أن أطلعتهم على تلك التهديدات المسجلة وتقدمت بمحضر رسمي، وجد العاشق الولهان نفسه خلف القضبان، متابعا بالتهديد والوعيد. وما زاد الطين بلة اتهامها له بالاعتداء، إضافة لكونها لم تكمل بعد 18 عشر ربيعا فهي إذن قاصر.

  • عمر نسي تجديد تأمين السيارة

من الأمور التي قد تقلب حياة الفرد رأسا على عقب، أن يقوم بقيادة مركبة دون التوفر على التأمين، ولا يعتبر النسيان عذرا مقبولا في حال وقوع حادثة سير، وهو بالضبط ما وقع لعمر، الشاب الثلاثيني الذي كان متوجها لعمله في الصباح الباكر كسائر الأيام. إلا أن القدر شاء أن يخرج ذلك الصباح عن المعتاد، إذ دهس عمر طفلا كان يركض في جانب الطريق فأصابه بجروح خطيرة تسببت له في عجز بدني، وما زاد الوضع سوءا حين تفاجأ عمر أن التأمين انتهى منذ يومين دون أن ينتبه لذلك أو لاتصالات شركة التأمين التي تذكر بقرب انتهاء العقد من أجل المبادرة لتجديده. فوجد نفسه في وضع يعاقب عليه بالحبس والغرامة.

  • “سي مبارك” من الثانوية إلى السجن

“سي مبارك” الحارس العام الذي يهابه كل التلاميذ ولا يتجرؤون على دخول مكتبه نظرا لصرامته المعهودة خصوصا مع المتأخرين والمتغيبين بدون مبرر، ومثيري الشغب.
لكن هؤلاء سوف يجدون متنفسا بعد غياب “سي مبارك” الغير معتاد. ليكتشفوا بعد ذلك الحقيقة التي لم يستوعبها أحد، كونه مقبوض عليه، والتهمة هي  التزوير. حيث أنه أعطى شهادة مدرسية لشخص تبين فيما بعد أنه لم تطأ قدماه الثانوية في أي يوم من الأيام، فكيف حصل على شهادة بأنه درس بأقسامها !

  • كريمة وقعت في شرك فارس أحلامها المزيف

كأي شابة وضعت كامل ثقتها في زوج المستقبل، حيث وعدها الشخص المثالي الذي رأت فيه كل صفات الزوج الطيب بأنه سيعوضها عن خيبات أملها السابقة.
وبسبب انجرافها العاطفي، وثقتها العمياء كانت تقبل مرافقته لشقة أوهمها بأنها في ملكية أخته التي تقطن بالخارج.
لكن لم تتوقع كريمة أن تجد نفسها مقتادة إلى مخفر الشرطة بعد أن داهمت الشقة عناصر الأمن وذلك على إثر بلاغ من زوجة رفيق كريمة والذي اتضح أنه أب لطفلين والشقة يقيم بها مع زوجته التي جعلتها الشكوك تترصد تحركاته مما وضع كريمة في موقف لا تحسد عليه.

تتعدد القصص بخصوص أفراد خسروا حريتهم في لحظة غضب أو غفلة، أو تهور أو انجراف عاطفي.
فقد تكون تدوينة في مواقع التواصل الاجتماعي، أو شيكا بدون رصيد، أو تزويرا لوثيقة ولو كان ذلك عن غير قصد. أو شجارا بين جيران أو أصدقاء على أتفه الأسباب. أو إدلاءا بمعلومات مغلوطة.
وما إن يجد نفسه أحدهم خلف الأسوار العالية حتى يدرك أنه خسر الكثير، وأن الحرية تستحق أعلى درجات الحرص والانتباه في عدم مخالفة القوانين التنظيمية.

وحفاظا على التمتع بحياة مدنية وكل الحقوق المكفولة في القوانين التنظيمية وعلى رأسها الدستور، يجب التريث وضبط النفس عند الغضب، والاستفادة من أخطاء الغير والبحث والإلمام قدر المستطاع بالجوانب القانونية التي تؤطر مختلف الأوساط التي ينتمي لها الفرد. فإذا كنت سائقا فلا بد من تعرف قانون السير. وإن كنت صحفيا فالواجب أن تعرف جيدا قانون الصحافة والنشر، وإن كنت زوجا فاضطلع على بعض جوانب مدونة الأسرة لتعرف تماما ما لك وما عليك. وإن كنت مهنيا فستجد ضالتك في قانون الشغل الذي يؤطر مهنتك.

فإذا كانت الصحة تاجا على رؤوس الأصحاء لا يراه سوى المرضى، فالحرية أجنحة على ظهور الأحرار لا يراه سوى السجناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى