أكوينس بين العزلة الرقمية وغياب التجهيزات الصحية والتعليمية

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في قلب جماعة ازناݣن، قيادة وسلسات بإقليم ورزازات، وعلى بعد 12 كيلومترا فقط من الطريق الوطنية الرابطة بين أكادير وورزازات، يقبع دوار أكوينس، أكبر دواوير تازناخت الكبرى، بكثافة سكانية تناهز 4000 نسمة. ورغم هذه الكثافة، لا تزال الساكنة تعيش عزلة رقمية خانقة وحرمانا من أبسط الخدمات الصحية الأساسية.

وكشف الأستاذ سمايو محمد، أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس أكوينس وفاعل جمعوي وابن الدوار، أن دوار أكوينس، باعتباره أكبر دوار ضمن 45 دوارا بالجماعة بل وأكبر دواوير تازناخت الكبرى، لا يتوفر على تغطية شبكة الهاتف والإنترنت، رغم أن كل أسرة تقريبا تتوفر على ثلاثة أو أربعة هواتف.

وهو ما يضطر السكان، يضيف سمايو، إلى صعود المرتفعات أو التنقل خارج الدوار فقط من أجل إجراء مكالمة أو إرسال رسالة، الأمر الذي يعمق من عزلة الأسر ويحرمها من حقها الطبيعي في التواصل.

وأوضح ل”إعلام تيفي” أن هذا الخصاص يطرح إكراهات مضاعفة على المستوى الصحي، حيث يتوفر الدوار على مستوصف معاد بناؤه من المستوى الثاني ودار ولادة مجهزة، غير أنه يشتغل بدون طبيب رئيسي، ويقتصر على ممرضة رئيسية وقابلتين فقط، في غياب سيارة إسعاف قارة وأدوية أساسية. ونتيجة لذلك، فإن أي حالة مستعجلة أو ولادة معقدة تتطلب قطع مسافة 130 كيلومترا نحو مدينة ورزازات، وهو ما يشكل خطرا على حياة النساء الحوامل والمرضى.

وأكد سمايو محمد أن التعليم بدوره يتضرر بشكل مباشر، فمدرسة أكوينس الجديدة التي تحتضن نحو 200 تلميذ وتلميذة، وصُنفت ضمن مدارس الريادة هذه السنة، تواجه صعوبة كبرى في تنزيل برامجها التعليمية الرقمية بسبب غياب الإنترنت.

وأضاف أن هذا الوضع يحرم التلاميذ من الولوج إلى منصات الوزارة مثل مسار وTICE، ويضعهم أمام عراقيل حقيقية في إنجاز بحوثهم ومتابعة دراستهم بشكل متكافئ مع باقي التلاميذ في المغرب.

وشدد المتحدث على أن غياب الإنترنت يعمق عزلة الشباب والأسر، ويدفع أغلبهم إلى الهجرة نحو المدن بحثا عن ظروف عيش أفضل، فيما يظل التواصل مع ذويهم مرهونا بالبحث عن إشارة ضعيفة في بعض النقاط المرتفعة من الدوار.

واعتبر الأستاذ والفاعل الجمعوي أن الإنترنت لم يعد ترفا، بل حقا أساسيا من حقوق الإنسان، داعيا وزارتي الانتقال الرقمي والداخلية، وكافة الجهات الوصية، إلى التدخل العاجل لفك العزلة الرقمية عن ساكنة أكوينس، وتوفير خدمات صحية وتعليمية تليق بمغرب اليوم، مؤكدا أن حجم الكثافة السكانية بالدوار يفرض التفاتة عاجلة تعيد لهذه الساكنة حقها في التنمية والكرامة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى