أيت علي ل”إعلام تيفي”: “السردين لم يعد غذاء الفقراء بعدما تجاوز ثمنه 30 درهما للكيلوغرام”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

“وصلنا إلى مرحلة صار فيها السردين، الذي كان غذاء الفقراء، سلعة فاخرة في معظم الأسواق”، هكذا عبر حسن أيت علي، رئيس المرصد المغربي لحماية المستهلك، عن قلقه من الارتفاع الكبير الذي تعرفه أسعار السردين بمختلف المدن المغربية، حيث تجاوز الكيلوغرام الواحد في بعض المناطق 25 إلى 30 درهما، بعدما كان لا يتعدى 3 إلى 5 دراهم في فترات الوفرة.

وأوضح أيت علي ل”إعلام تيفي” أن الصناديق تباع اليوم بأسعار تتراوح بين 100 و450 درهما، حسب الميناء والموسم، مما جعل هذا المنتوج الشعبي يبتعد تدريجيا عن موائد الأسر ذات الدخل المحدود، مضيفا أن الوضع يثير قلقا بالغا لدى المستهلكين الذين يواجهون أصلا ضغوطا معيشية متزايدة.

وأكد أن انعكاسات هذه الزيادات تمتد مباشرة إلى القدرة الشرائية للمواطنين، مشيرا إلى أن 35 في المائة من دخل الأسر المغربية يعتمد على الأجور، بينما تشكل التحويلات والدعم حوالي 21 في المائة، ما يعكس هشاشة الوضع المعيشي لشريحة واسعة من المجتمع.

وأشار أيت علي إلى أن ارتفاع الأسعار تسبب في تراجع استهلاك السمك، خصوصا السردين الذي كان يعتبر مصدرا أساسيا للبروتين لدى الفئات الهشة، في حين أن البدائل المجمدة أو المستوردة لا توفر نفس الجودة أو القيمة الغذائية.

ودعا في هذا السياق الحكومة، عبر وزارتي الفلاحة والصيد البحري، والصناعة والتجارة، إلى التدخل العاجل لضبط الأسعار ومكافحة المضاربة، وضمان وفرة المنتوج من خلال تفعيل المخزون الاحتياطي ودعم المهنيين في التوزيع والتعليب، واعتماد سياسة وطنية متكاملة توازن بين مصلحة المهنيين وحماية المستهلك، وتعيد للسردين مكانته كغذاء شعبي في متناول الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى