
حسين العياشي
أطلقت أكادير مشروعًا لإعادة تأهيل “مجمع الحرف”، باستثمار إجمالي يصل إلى 17,6 مليون درهم، بهدف تعزيز مكانة المدينة كمركز للحرف التقليدية وربط التراث بالحداثة. ويأتي هذا المشروع في إطار شراكة بين وزارة السياحة والحرف والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وولاية جهة سوس-ماسة، والمجلس الإقليمي، وبلدية أكادير، وغرفة الحرف.
وشملت المرحلة الأولى من المشروع إنشاء معهد متخصص في فنون الحرف، وتجهيز قاعة متعددة الاستعمالات، إضافة إلى مجموعة من الورش الحرفية. أما المرحلة الثانية، الجارية حاليًا ويتوقع إنجازها قبل نهاية سنة 2025، فتتمحور حول إعادة تصميم الجناح الإداري لتوسيع المدخل الرئيسي، وتجهيز مقر جديد للمديرية الإقليمية للحرف والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإنشاء سبعة ورشات حرفية جديدة.
ومؤخرًا، تم توقيع ملحق جديد للاتفاقية لتعديل التمويل واستحداث ميزانية قدرها 15 مليون درهم للمرحلة الثالثة، التي ستتضمن تحويل المركز القديم للتكوين المهني إلى 39 ورشة حرفية، مع إعادة تصميم المساحات الخارجية للمجمع بشكل شامل.
وأكدت غرفة الحرف بجهة سوس-ماسة أن المشروع يتجاوز مجرد إعادة تأهيل البنية التحتية، ليعكس إرادة جماعية للحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز دوره في التنمية المستدامة. كما يشكل نموذجًا ناجحًا لتكامل البعد الثقافي والتراثي ضمن السياسات العامة، مؤكداً أن صيانة الهوية المحلية يمكن أن تتماشى مع تحديث المدينة والانفتاح على المستقبل.
ومنذ تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي، استقطب «مجمع الحرف» مجموعة واسعة من المهن التقليدية مثل النسيج وصياغة الفضة والأعمال الخشبية والفنون المعدنية والفنون الزخرفية، مما جعله مركزًا حيويًا يجمع بين الإبداع اليدوي وجاذبية سياحية متميزة.





