استدعاء قائد نعت مسنّاً بـ”الحمار” إلى ولاية جهة درعة تافيلالت

فاطمة الزهراء ايت ناصر
علمت “إعلام تيفي” من مصادر خاصة أن قائد قيادة تغزوت نايت عطا، التابعة لإقليم تنغير، تم استدعاؤه إلى مقر ولاية جهة درعة تافيلالت يوم غذ الإثنين.
وإكد المصدر ان السلطات الإقليمية فتحت تحقيقاً لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات إذا ثبت وقوع تجاوزات.
وذلك في خضم الجدل الذي أثاره مقطع فيديو يوثق لتلفظه بعبارات مهينة في حق مواطن مسن، خلال تدخل ضمن قافلة طبية موجهة للساكنة المحلية.
الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، أظهر رجل السلطة وهو يوجه إهانة لفظية إلى مواطن متقدم في السن، حيث نعته بوصف “الحمار”، ما خلف موجة استياء عارمة في أوساط المواطنين، وخصوصاً أبناء المنطقة.
وقد بدا التأثر واضحاً على الرجل المسن، بينما حاول عناصر من القوات المساعدة تهدئة الأجواء ومواساة الضحية، في سلوك نال إشادة رواد الشبكات الاجتماعية.
الحادثة اعتُبرت مهينة ومثيرة للقلق من طرف فاعلين جمعويين وحقوقيين، حيث اعتبرها كثيرون انعكاساً لتجاوزات بعض رجال السلطة في مناطق تعاني أصلاً من الهشاشة التنموية.
على صعيد آخر، طالب عدد من الحقوقيين الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بورزازات بفتح تحقيق قضائي في الواقعة، معتبرين أن ما حدث “يمس بكرامة مواطن مغربي ويستدعي محاسبة قانونية لضمان عدم تكرار مثل هذه السلوكيات”، ومؤكدين أن تحريك المتابعة القضائية سيكون بمثابة إعادة اعتبار للمتضرر ورسالة قوية بأن كرامة المواطنين خط أحمر.
وفي تصعيد لردود الفعل، وجه عدد من أبناء قيادة تغزوت نايت عطا نداءً إلى الملك محمد السادس، باعتباره الضامن الأول لحقوق المواطنين، من أجل التدخل في هذه القضية، التي اعتبروها إساءة جماعية لسكان المنطقة. وأكدوا على وفائهم الدائم للعرش العلوي، مطالبين بأن يقابل هذا الوفاء باحترام كرامتهم من قبل رجال السلطة.
الحادثة، وإن كانت فردية في ظاهرها، سلطت الضوء من جديد على طبيعة العلاقة بين الإدارة والمواطن في المناطق المهمشة، وعلى الحاجة الملحة لإرساء ثقافة حقوقية تكرّس الاحترام المتبادل وتعزز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.