الآباء ضحايا ارتفاع الأسعار..ملابس الأطفال تمحي فرحة العيد

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون المغاربة، يأتي شهر رمضان الفضيل ليزيد من الأعباء على الأسر، خاصة مع اقتراب عيد الفطر.
ففي جولة قام بها موقع “إعلام تيفي” في “السويقة” بالرباط، رصدنا ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار ملابس الأطفال، وهو ما يضاف إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمنتجات الأخرى التي أثقلت كاهل الأسر المغربية.
حسن، أب لثلاثة أطفال، تحدث ل”إعلام تيفي” عن معاناته قائلاً: “كنت أفكر في عدم شراء ملابس العيد هذا العام، ولكن لا أريد أن أحرم أبنائي من الفرحة. الأسعار في الأسواق مرتفعة للغاية، وأنا لا أستطيع تحمل المزيد من الأعباء.”
وعبر حسن عن واقع مرير يعاني منه الكثير من الآباء الذين لا يجدون من العون ما يخفف عنهم قسوة التكاليف المتزايدة في ظل تدني القدرة الشرائية، مؤكدا أن الأمر صار خارجا عن طاقته وتحملاته، داعيا الى خفض أسعار المواد الأساسية على الأقل.
أما رقية، التي كانت تتسوق في السوق هي الأخرى، قالت: “اشتريت ملابس للطفلة الصغيرة فقط، لأنني لا أملك القدرة على شراء الملابس لبقية الأطفال”. وأضافت:”الوضع أصبح صعباً جداً، وكل ما أتمناه هو أن أستطيع توفير الاحتياجات الأساسية لعائلتي.”
وأكدت أن الأطفال لا يعرفون معنى ارتفاع الاسعار بل كل ما يعلمون هو أن يرتدوا ملابس جديدة وينامون بجانبها في ليلة العيد، وأشارت الى أن الأطفال بمجرد عودتهم الى الأقسام الدراسية بعد العطلة سيجدون زملائهم يرتدون ملابس جديدة ما يفرض علي أن أشتري لهم الأحدية فقط
حديث رقية يلخص حال الكثير من الأسر المغربية التي تجد نفسها مضطرة لاختيار الأولويات بين الضروريات، إذ أصبحت الميزانية الشهرية لا تكفي لتغطية كافة المصاريف، سواء في ما يتعلق بالملابس أو الطعام أو غيره من المستلزمات.
من جهة أخرى، تعد هذه الزيادة في الأسعار بمثابة تحدٍّ للسياسات الاقتصادية التي يجب أن تراعي القدرة الشرائية للمواطنين، ولا سيما الفئات الضعيفة منها. أصبح شراء الملابس للأطفال، وهو أمر كان يُعد من أساسيات الفرح في العيد، أمراً صعباً أو حتى مستحيلاً بالنسبة لبعض الأسر.