الأسعار تحلق بعيدًا والمواطن يتخبط بين العجز الحكومي والمتطلبات اليومية

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

شهدت الأسعار ارتفاعًا غير مسبوق تحت ولاية حكومة أخنوش، حيث تضاعفت أسعار العديد من المواد الأساسية، ما أدى إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطنين. وصلت أسعار زيت الزيتون إلى زيادة تقارب 100%، بينما تجاوزت أسعار زيت المائدة 42%. حتى الشاي، الذي يعد من المشروبات الأساسية لشرائح واسعة من المجتمع، ارتفع بنسبة 33%.

وفي ظل هذه الزيادات، قد يلجأ البعض لاستبدال الشاي بالماء، الذي بدوره يعرف انقطاعات متكررة لساعات طويلة في عدة مدن مغربية، مما يزيد من تعقيد الوضع اليومي للأسر. هذه الانقطاعات تشكل تحديًا آخر للمواطنين، خصوصًا في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على المياه في حياتها اليومية، حيث يجدون أنفسهم مضطرين لتدبير احتياجاتهم بأقل الموارد وفي ظل نقص حاد في الخدمات الأساسية.

الأسماك تسجل أرقامًا قياسية في التصدير، مما يعكس قوة القطاع السمكي المغربي في الأسواق العالمية. في المقابل، تراجع استهلاك المواطنين المحليين للأسماك بشكل ملحوظ بسبب الزيادات العالية في أسعارها، والتي وصلت إلى 100%. ورغم توفر السواحل المغربية على ثروة سمكية غنية، أصبحت الأسماك من السلع التي يعجز الكثير من المواطنين عن شرائها، ليبقى التصدير مستفيدًا بينما يتفاقم العجز المحلي عن استهلاك هذا المورد الطبيعي المهم.

أما الخضروات، فرغم الأموال الضخمة التي تُضَخ في “المخطط الأخضر”، إلا أن هذا الأخير أثبت عجزه عن تحقيق أهدافه عند أول اختبار جدي، حيث لم يُسجل أي نتائج ملموسة تصب في مصلحة المواطنين. بل على العكس، يُتهم هذا المخطط بأنه أغنى جيوب القائمين عليه دون تحسين الوضع الزراعي بشكل فعلي.

اليوم، أصبح من النادر للمواطن شراء تشكيلة كاملة من الخضروات، فقد سجلت أسعار البصل والبطاطس زيادة بنسبة 100%. كما تجاوزت أسعار الفواكه، مثل الموز، حاجز الـ100%. حتى القطاني، التي تعتبر مصدرًا أساسيًا لغذاء الفقراء، لم تسلم من موجة الغلاء، حيث ارتفعت أسعارها بنسبة 33%.

وضع يطرح تساؤلات حول هذه الزيادات الصارخة، بينما تستمر الحكومة في تجاهل الوضع الصعب للأسر المغربية. المواطنون يواجهون ضغوطًا يومية في محاولة لتأمين حاجاتهم الأساسية، في ظل زيادات تقوض حياتهم المعيشية.

لن يكون الأمر غريبا إذا سمعنا أصواتًا لمختلف شرائح المجتمع تعبر عن العجز واليأس أمام هذا الوضع. فالمواطن اليوم لا يملك سوى مشاهدة تلك الأسعار وهي ترتفع أمام عينيه، متحسرًا على وضعه المأساوي الذي أصبح يعيش فيه، عاجزًا عن تأمين حتى أبسط الضروريات التي كانت في الماضي في متناول يده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى