مجلس المنافسة يكشف تحديات التنافسية والممارسات المضرة بالمستهلك في سوق الأعلاف
فاطمة الزهراء ايت ناصر: صحافية متدربة
تعد الأعلاف المركبة من العناصر الأساسية في تحسين الإنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية، إلا أن سوق الأعلاف المركبة في المغرب يعاني من تحديات تنافسية تؤثر على استدامته وتطوره.
وفقاً لتقرير مجلس المنافسة، يتميز هذا السوق بتركيز كبير حيث يهيمن عدد قليل من الشركات الكبرى على الحصة السوقية، مما يؤدي إلى تقليص المنافسة وفتح المجال لممارسات قد تضر بالشركات الصغيرة والمتوسطة، مثل التحكم في الأسعار وتقليل الخيارات المتاحة للمستهلكين.
وحسب التقرير يعاني السوق من ضعف الشفافية في تحديد الأسعار، حيث لا توجد معايير واضحة تربط بين كلفة المواد الأولية والأسعار النهائية، ما يزيد من تذبذب الأسعار ويضعف ثقة الفاعلين.
وحسب التقرير، تعتمد صناعة الأعلاف في المغرب بشكل كبير على استيراد المواد الأولية مثل الحبوب وفول الصويا، مما يجعل السوق عرضة لتقلبات الأسعار العالمية، وهو ما يؤثر سلباً على استقرار السوق المحلي. إلى جانب ذلك، تتمتع الشركات الكبرى بقوة تفاوضية كبيرة تمكنها من فرض شروطها التعاقدية، في حين تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة صعوبات في التعامل مع الموردين والعملاء، مما يخلق اختلالات في ديناميكية السوق.
ولتحسين هذه الوضعية، قدم مجلس المنافسة توصيات مهمة، من بينها تعزيز الشفافية من خلال وضع نظام واضح لتسعير الأعلاف يراعي تقلبات أسعار المواد الأولية ويضمن حماية مصالح جميع الفاعلين.
ودعا المجلس إلى خلق بيئة تشجع دخول فاعلين جدد إلى السوق لتقليل هيمنة الشركات الكبرى وتعزيز التنافسية. وأوصى بالاستثمار في البحث والتطوير لتحسين كفاءة الإنتاج والاعتماد على المواد الأولية المحلية مثل الحبوب المنتجة محلياً، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة لمنع الاحتكار وضمان احترام قواعد المنافسة الحرة. كما اقترح دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال برامج تمويلية وتدريبية تساعدها على تحسين موقعها التنافسي.
التوصيات التي قدمها مجلس المنافسة تمثل خارطة طريق لتحقيق بيئة تنافسية عادلة ومستدامة، مما ينعكس إيجابياً على قطاع تربية الحيوانات ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل.
