الازرق ل”إعلام تيفي”:”ميناء الداخلة ليس مشروعًا محليًا بل منارة لوجستيكية لإفريقيا”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الخبير الاقتصادي بدر الزاهر الأزرق أن ميناء الداخلة الأطلسي يشكل أحد أبرز المشاريع الملكية ذات البعد الإستراتيجي، والتي تُجسد الإرادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في جعل الأقاليم الجنوبية للمملكة مركزًا للنمو والاندماج القاري.
وأوضح الأزرق ل”إعلام تيفي” أن المشروع يندرج ضمن الإستراتيجية الوطنية للموانئ في أفق 2030، والتي تروم إنشاء موانئ من الجيل الرابع على شاكلة “طنجة المتوسط”، من خلال مركبات مينائية متكاملة ذات وظائف تجارية، صناعية، ولوجستيكية، قادرة على جذب الاستثمارات وخلق دينامية اقتصادية محلية وجهوية.
وكشف المتحدث أن ميناء الداخلة ليس مجرد بنية تحتية محلية، بل هو “منارة لوجستيكية إفريقية” ستربط دول الساحل الإفريقي المحصورة جغرافيًا بالمحيط الأطلسي، مما سيمنحها منفذاً مباشراً نحو الأسواق العالمية.
وأضاف: “نحن لا نبني ميناءً فقط، بل نُؤسس لدينامية تنموية متكاملة تشمل الطرق السيارة، والنقل السككي والجوي، والمناطق الصناعية الحرة”.
وفي قراءته لأهمية المشروع في الإطار القاري، شدد الأزرق على أن المغرب، من خلال ميناء الداخلة ومشاريع أخرى كأنبوب الغاز المغرب–نيجيريا والطريق السريع تزنيت–الداخلة، يؤسس لتكامل تنموي حقيقي بين المملكة والدول الإفريقية.
وقال: “المغرب منخرط بواقعية في تطوير بنية تحتية ذات بُعد قاري، هدفها ليس فقط الربح التجاري، بل تحقيق تنمية بشرية واقتصادية تقطع الطريق أمام الفقر، والتهميش، والتطرف”.
وأشار الخبير إلى أن المشروع سيعزز من تموقع المغرب ضمن الممرات التجارية العالمية الكبرى، من المحيط الأطلسي نحو أوروبا، إفريقيا الغربية، وأمريكا اللاتينية، مؤكدًا أن هذا التموقع ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج لتوجيهات ملكية منذ بداية الألفية، جعلت من المملكة فاعلاً محورياً في التجارة والطاقة والربط اللوجستي.
وأبرز الأزرق الدور الذي يقوم به المغرب في تكوين وتأهيل الكفاءات الإفريقية، وتقوية البنية التحتية بدول الجوار، وإنشاء وحدات صناعية وفلاحية بها، في إطار تعاون جنوب–جنوب فعّال وحقيقي، مشددًا أن ميناء الداخلة الأطلسي سيكون أحد أعمدة هذا المشروع التنموي المتكامل.
وقال المتحدث: “ما نطمح إليه ليس فقط تشغيل رافعات مرفئية، بل رفع اقتصاديات دول وشعوب بأكملها عبر بوابة الداخلة، في التزام مغربي راسخ من أجل قارة قوية وآمنة ومتكاملة”.





