
خديجة بنيس: صحافية متدربة
شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة في الأيام الأخيرة تساقطات مطرية غير مسبوقة، أثارت اهتمام الخبراء والمختصين في مجال التغيرات المناخية. هذه الأمطار، التي تميزت بغزارتها وسرعة هطولها، جاءت نتيجة لظاهرة مناخية مرتبطة بعاصفة مدارية.
وفي هذا السياق، يقدم عبد العزيز اليحياوي، الخبير في التغيرات المناخية، تحليلاً مفصلاً حول هذه الظاهرة وآثارها الإيجابية على مستوى الموارد المائية، خاصة فيما يتعلق بملء السدود في المناطق الجنوبية.
الخبير في التغيرات المناخية، أوضح ل “إعلام تيفي ” أن الأقاليم الجنوبية شهدت تساقطات استثنائية من حيث الكميات التي سجلتها مختلف المحطات الرصدية.
هذه التساقطات كانت استثنائية نتيجة دينامية مرتبطة بعاصفة مدارية، والتي استفادت من التغيرات المناخية خاصة تسخين المنطقة المدارية والجانب المحيطي منها، مما أدى إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة.
على سبيل المثال، في منطقة تكنيت، تم تسجيل 170 ملم من الأمطار في 24 ساعة، ووصل الإجمالي خلال 48 ساعة إلى 250 ملم. هذه الكميات الكبيرة لها فوائد على مستوى ملء السدود. على سبيل المثال، سد المنصور الذهبي في درعة واد نون الذي تبلغ سِعته 445 مليون متر مكعب، كان يحتوي على 48 مليون متر مكعب قبل التساقطات، وارتفعت الكمية المخزنة إلى 110 مليون متر مكعب، ما يعادل 25% من سعة السد خلال 48 ساعة فقط. وفق المتحدث
أما بالنسبة لسد الحسن الداخل في الجنوب الشرقي، وبالتحديد في أحواض كير، زيز وغريس، فقد كانت السعة المخزنة قبل التساقطات حوالي 76 مليون متر مكعب، وارتفعت إلى 98 مليون متر مكعب بعد استقبال 21 مليون متر مكعب من الأمطار خلال نفس الفترة.
وفي حوض سوس ماسة، سد يوسف بن تاشفين الذي تبلغ سعته 298 مليون متر مكعب، تلقى 4 ملايين متر مكعب من الأمطار، مما أدى إلى ارتفاع المخزون من 33.9 مليون متر مكعب إلى 36 مليون متر مكعب.
ورغم هذه الكميات المهمة، يضيف اليحياوي أن نسبة ملء السدود، مثل سد الحسن الداخل التي وصلت إلى 35%، لا تعني أننا تجاوزنا مرحلة الخطر، خاصة أن السدود الأخرى بقيت في مستويات تقل عن 25%.
الجفاف المستمر لست سنوات أثر بشكل كبير على مستوى المياه المخزنة، وبالتالي النسب الحالية التي تتراوح بين 25% و35% لا تعني أن المخزون المائي كافٍ، خصوصًا أن هذه التساقطات قد صاحبتها أضرار في بعض المناطق.
وبالتالي، لا يمكن الحديث عن تجاوز محنة الجفاف والإجهاد المائي، حيث أن النسب الحالية لملء السدود رغم أهميتها، لا تزال غير كافية لضمان استدامة الموارد المائية في ظل الظروف المناخية المتقلبة.





