التشخيص الدقيق نصف العلاج وأساس الرعاية الصحية الآمنة
إعلام تيفي
في إطار الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى، والذي اختارت له منظمة الصحة العالمية شعار “تعزيز التشخيص من أجل سلامة المرضى”، تسلط الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة الضوء على أهمية التشخيص الدقيق والمبكر كعنصر أساسي في تحسين جودة الرعاية الصحية وضمان سلامة المرضى.
يعتبر التشخيص الدقيق والمبكر جزءاً لا يتجزأ من تقديم الرعاية الصحية الآمنة والفعالة، حيث يلعب دوراً حاسماً في تحديد العلاج المناسب وتفادي الأخطاء الطبية التي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على المرضى.
وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، يتسبب التشخيص الخاطئ أو المتأخر في حوالي 16% من الأضرار التي يمكن تجنبها في الرعاية الصحية، مما يبرز الحاجة الملحة للتدخلات الشاملة لتحسين دقة التشخيص وضمان سلامة المرضى.
تشير الإحصائيات إلى أن هناك 134 مليون حادث ضار سنويًا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بسبب الرعاية غير المأمونة، مما يؤدي إلى 2.6 مليون وفاة. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض مريض واحد من كل عشرة مرضى للضرر بسبب الرعاية الصحية غير المأمونة.
وقد كشفت منظمة الصحة العالمية أن الأخطاء الطبية تتسبب في وفاة خمسة أشخاص كل دقيقة حول العالم، أكثر من ضحايا الحروب.
في المغرب، تعتبر الأخطاء الطبية من القضايا الهامة المتعلقة بسلامة المرضى، حيث تزايدت حالات الأخطاء الطبية في المستشفيات والمصحات الخاصة، نتيجة لأسباب متعددة تشمل الإهمال، التشخيص الخاطئ، تأخير التشخيص، وضعف التجهيزات الطبية، وغيرها.
وفي ظل غياب إحصائيات رسمية دقيقة، فإن مراقبة الأخطاء الطبية وتقييمها تبقى غير كافية، مما يستدعي تحسين التشريع والإجراءات الوقائية.
تدعو الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إلى إعطاء الأولوية لمأمونية التشخيص وتعزيز منظومة التشخيص الدقيق، من خلال تصميم مسارات تشخيصية مأمونة، دعم المهنيين الصحيين، وإشراك المرضى في جميع مراحل عملية التشخيص والعلاج.
كما تؤكد الشبكة على أهمية سياسات واضحة ومنظمة، وتعزيز ثقافة السلامة التي تشجع على التواصل والتقييم المستمر، بالإضافة إلى التكوين المستمر للمهنيين الصحيين والالتزام بالرعاية الوقائية.
وختامًا، يتطلب تحسين سلامة المرضى في المغرب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من مقدمي الخدمات الصحية إلى المرضى وعائلاتهم، لضمان تقديم رعاية صحية آمنة وفعالة.
