كلاسكو الرجاء و الجيش…مباراة ضاعت بين صفارة الحكم و شاشة الفار

المهدي دعلوس صحافي ومحلل رياضي

لا يخلو موسم من مواسم البطولة الاحترافية “إنوي” من الجدل والإثارة، سواء بين الأندية والجماهير أو حتى على مستوى التحكيم. بل يمكن القول إن التحكيم يتصدر المشهد في كثير من الأحيان، ويخطف الأضواء من الأداء الفني للفرق.

فنادراً ما تمر جولة دون أن ترافقها بلاغات غاضبة من الأندية، تندد بما تعتبره “أخطاء تحكيمية جسيمة” حرمتها من الانتصار أو النقاط. وبعض الأندية بلغت بها درجة الاحتقان حدّ إصدار بيانات استباقية لمجرد الإعلان عن أسماء الحكام المعيّنين لمبارياتها، في إشارة واضحة لغياب الثقة في المنظومة التحكيمية.

مناسبة الحديث اليوم هي مباراة “الكلاسيكو” التي جمعت الرجاء الرياضي بضيفه الجيش الملكي برسم الجولة الثانية من الموسم الرياضي (2025-2026)، والتي احتضنها مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.

المباراة شهدت مجموعة من القرارات المثيرة للجدل من طرف الحكم وطاقم “الفار”، اعتبرتها جماهير واسعة غير موفّقة، بعدما حُرم الجيش الملكي – بحسب وجهة نظرهم – من ضربتي جزاء وهدف صحيح سجله أنس باش، ما أفقده نقطتين ثمينتين في سباق البطولة. اللقاء انتهى بالتعادل، لكن تأثير الجانب التحكيمي تجاوز النتيجة ليؤثر أيضاً على نسق المباراة، بعد أن توقفت أطوارها لأكثر من خمس دقائق في كل مرة لجأ فيها الحكم لتقنية “الفار”، وهو ما أفقد الكلاسيكو بريقه.

فور نهاية المواجهة، أصدر الجيش الملكي بلاغاً شديد اللهجة، شجب فيه القرارات التحكيمية واعتبرها سبباً مباشراً في ضياع الفوز، مؤكداً أنه سيدافع عن مصالحه في قادم المباريات. بدورهم، عبر أنصار الفريق العسكري عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم مما وصفوه بـ”الفضيحة التحكيمية”، في حين أقر حكام سابقون أن أغلب القرارات لم تكن موفقة.

تتجدد هنا التساؤلات حول واقع التحكيم الوطني، خصوصاً وأن مديرية التحكيم بذلت في السنوات الأخيرة مجهودات لتطوير المنظومة، كان أبرزها الاستعانة بالحكم المغربي الأمريكي إسماعيل الفتح، المشهود له بالكفاءة دولياً، لإعداد تقرير شامل عن واقع التحكيم المغربي. لكن تفاصيل التقرير ظلت طي الكتمان، ليعود الرجل بعدها إلى الولايات المتحدة دون أن يظهر أثر ملموس لإصلاح المنظومة.

اليوم، أصبح التحكيم يشكل عائقاً حقيقياً أمام تطور كرتنا المحلية، لأنه جزء أساسي من اللعبة. فلا يمكن أن نتحدث عن “بطولة احترافية” من دون حكام في المستوى، سواء داخل الملعب أو في غرف “الفار”.

فهل سنظل ندور في نفس الحلقة المفرغة، أم أن الوقت قد حان لإصلاح جذري يعيد الثقة بين الحكام، الأندية والجماهير، ويضع بطولتنا في مسارها الصحيح؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى