
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد إلياس الحافر، أن ظاهرة العزوف السياسي المتزايدة لدى الشباب المغربي تعكس أزمة ثقة عميقة في العمل الحزبي، مشددا على أن هذا الوضع أصبح يشكل تهديدا حقيقيا للمشاركة الديمقراطية في البلاد.
وكشف الحافر، في معرض رده على سؤال حول أسباب امتناع فئة واسعة من الشباب عن التصويت، أن “واحد فقط من بين عشرة شباب مغاربة يثقون في الأحزاب السياسية”، وهو ما اعتبره مؤشرا مقلقا على تآكل الثقة في المؤسسات التمثيلية، وربطه مباشرةً بطبيعة البنية التنظيمية للأحزاب وغياب تجديد نخبها.
وأوضح خلال استضافته في برنامج “بانوراما” الذي يبث على قناة “إعلام تيفي”، أن الأحزاب المغربية فشلت في ضخ دماء جديدة داخل هياكلها، حيث ما زالت تفتقر إلى آليات حقيقية لإشراك الشباب وتمكينهم من لعب أدوار قيادية، مضيفا: “منح الفرصة للمبادرات الشبابية وتوفير طاقة حيوية ضروري لبناء أحزاب قادرة على خلق تدافع سياسي حقيقي”.
وتأسف الحافر لتراجع مكتسبات سابقة كانت قد منحت للشباب مكانة داخل المشهد السياسي، مثل اللائحة الوطنية للشباب التي تم التخلي عنها في الانتخابات الأخيرة، معتبرا إياها “آلية مهمة للمشاركة السياسية، وليست ريعا سياسيا كما يُروّج له”، داعياً إلى إعادة التفكير فيها ضمن رؤية وطنية لإدماج الشباب في صناعة القرار.
وفي سياق اقتراب موعد الانتخابات، أشار إلى أن معظم الشباب اليوم لا ينوون التصويت، واصفاً ذلك بـ”الإشكال الخطير”، مضيفا أن تجاوز هذا العزوف يستدعي تعبئة جماعية تشترك فيها الدولة، الأحزاب، الإعلام، والمجتمع المدني.
وشدد على أن بناء الوطن لا يمكن أن يتم دون إشراك حقيقي للشباب، لأنهم بمثابة “الورقة التي تمنح للمجتمع شكله ولونه”، على حد تعبيره، محذرا من أن استمرار التهميش السياسي لفئة الشباب من شأنه أن يُضعف المسار الديمقراطي ويُفقد السياسة معناها لدى الأجيال المقبلة.





